أعرب مجلس الوزراء المصري امس عن أسفه للحوادث الفردية التى صدرت عن بعض المواطنين ضد سفارة المملكة بالقاهرة وقال أنها لا تعبر إلا عن رأي من قاموا بها.واستنكرت الحكومة المصرية هذه التصرفات غير المسئولة ووصفتها بغير المحسوبة التى تسئ الى العلاقات المصرية السعودية العميقة الجذور عبر التاريخ.وأكد مجلس الوزراء ان مصر حكومة وشعباً تكن كل التقدير والحب للشعب السعودي الشقيق وحكومة المملكة وخادم الحرمين الشريفين. وأكد عدد من كبار المسؤولين المصريين على ضرورة تجاوز الأزمة التى وصفوها بأنها عابرة وناشدوا الجميع البعد عن المهاترات والاساءات وترك الأمر للقضاء السعودى .وقال مسؤولون حاليون وسابقون وقيادات حزبية وسياسية أن العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبية قادرة على احتواء ما حدث . أزمة عابرة لابد من تجاوزها من جهته وصف وزير الخارجية المصرى السابق السفير محمد العرابى الازمة الحالية ب» العابرة» معرباً عن أمله فى ألا يحدث تصعيد أكثر من ذلك.. ورداً على سؤال حول تفاؤله بتجاوز الأزمة قال : الأمر ليس تفاؤلا أو تشاؤماً لابد من تجاوز الأزمة فى اطار العلاقات التاريخية بين الدولتين والشعبية الشقيقة.. ودعا وزيرا خارجية البلدين إلى الاحتواء العاجل للأزمة لأن ما بين البلدين أكبر من أن تعكر صفوه أزمة عابرة . وقال المهندس أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط : أننا لا نقبل أى إهانة للقيادات السعودية أوالتلويح بذلك حيث المملكة شريك أساسي فى التنمية المصرية ليس بعد الثورة فقط بل منذ قديم الزمان ، وشدد على أنه لا يمكن أن تؤثر مشكلة صغيرة فى توتير العلاقات ،و لا يمكن ترك موضوع «الجيزاوى» للتعبير الشعبي ،ويجب تدخل وزارتي الخارجية فى البلدين لاحتواء الموقف وتقريب وجهات النظر . وأوضح ماضى أن تعاطى المتظاهرين بالهجوم أو التهديد باقتحامها أمر لا يقبله أي مصري ،مشيراً إلى أن العلاقة الطيبة بين مصر والسعودية لا ينكرها إلا من يريدها متوترة ،وأن الجالية المصرية في السعودية تلاقي معاملة حسنة وطيبة منذ ثورة 25 يناير ،بالإضافة إلى الزيادة المطردة فى أعداد العمالة وهي أبلغ رد علي كل من يردد بأن السعودية استغنت عن العمالة بعد الثورة .وأشار إلى أن موضوع الجيزاوي رهن البحث والتحقيق ويجب ألا نصدر الأحكام من بعيد . محاسبة المقصرين في الحماية من جهته دعا رئيس لجنة الشؤون العربية بالبرلمان المصري الدكتور محمد السعيد ادريس لعودة سفير المملكة للممارسة مهام عمله وأن تفتح السفارة والقنصليات أبوابها للعمل مشيرا الى ان البلدين هما الركيزتان الاسياسيتان فى النظام العربى بالكامل وحمايةالأمة. واضاف: يجب أن يكون هناك تحرك مصرى سعودى عاجل وعلى أعلى المستويات لتجاوز هذه الازمة وبحث اسبابها ، ويجب محاسبة أي مسؤول أمني مصري فى حال ثبت ان هناك تقصيرا في توفير الحماية للسفارة يعيقها عن القيام بمسؤولياتها . القضاء هو الفيصل وفيما دعا منتصر الزيات المحامي الى ضرورة احترام القضاء في كلا البلدين لأن القضاء هو الفيصل في النهاية . طالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشوري السابق الدكتور مصطفي الفقي ايضا بضرورة احترام القضاء سواء في مصر او في المملكة وبين انه كان علي الجميع انتظار نتائج التحقيقات واستنكربشكل قاطع الاعتداء او محاولة الاعتداء علي السفارة السعودية واضاف ان التدخل الشعبي هو الذي أثار القضية التي كانت تستوجب الحكمة حتي لايكون لها أثر علي العلاقات الودية والحميمة بين البلدين . من جهته اكد سفير مصر الأسبق في الرياض ومستشار الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي سيد قاسم المصرى أهمية العلاقات المصرية السعودية بالنسبة للامة العربية. احذروا الفوضى رئيس جمعية التآخي المصرية السعودية وعضو المجلس الاعلي للشؤون الاسلامية المستشار عبد العاطي الشافعي قال أن البعض يسعي لإثارة الأزمة بين مصر والمملكة ودق إسفين في علاقات البلدين وتحويل الامور الى فوضى حادث عارض مثل هذا لهذا المستوي من العنف لايحتمل سوي أن هناك من يريد اساءة العلاقات بين البلدين لأن مصر والمملكة بينهما من القنوات ما يتيح حسم وإنهاء مثل هذه الازمات لو اعتبرناها ازمة ومحلها القضاء والجهود الدبلوماسية لمعرفة الحقيقة.وقال اننا لو اتبعنا هذا المنهج في حل مشاكلنا مع أي دولة من الدول فلن تبقي لنا علاقة جيدة مع احد وهذا ما ينبغي ان تحافظ عليه الثورة المصرية وان يفرق العقلاء بين البحث عن الحقيقة وبين تحويل الامور الى فوضى .