أكدت فرنسا امس أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا يجب أن يتجاوز الدعوة الى وقف إطلاق النار ليحث على الانتقال السياسي على أن يتخذ الرئيس بشار الأسد إجراءات من جانب واحد لوقف العنف وقال وزير الخارجية الفرنسى الان جوبيه إن النظام السورى اصيب بالجنون واعربت امريكا عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوية الايرانية التي تمر عبر العراق الى سوريا وقال إنها حذرت العراق من ان تلك الشحنات قد تحتوي على اسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات. وخرجت تظاهرات حاشدة معارضة للنظام في انحاء عدة من سوريا، في ما اطلق عليه اسم جمعة «التدخل العسكري الفوري» وقال وزير الخارجية الان جوبيه في مقابلة مع صحيفة لوموند إن هذه «خطوط حمراء» بالنسبة لفرنسا وأضاف أنه رأى «تطورا طفيفا» في موقف روسيا التي هي أشد المعارضين للنداءات بتغيير النظام في سوريا.واضاف جوبيه للصحيفة «لدي خطان أحمران. لا أستطيع أن أقبل وضع الجلاد والضحايا في نفس الزورق. يجب أن يبدأ النظام وقف القتال.» وأضاف «الخط الأحمر الثاني: لا نستطيع أن نرضى بمجرد قرار بشأن الاغاثة الانسانية ووقف إطلاق النار. يجب أن تكون هناك إشارة إلى تسوية سياسية قائمة على اقتراح جامعة الدول العربية.» وقال جوبيه «هذا كابوس. هذا النظام أصيب بالجنون. نؤيد قيام كوفي عنان بمهمته لكن لن يخدعنا تلاعب السوريين.»وأضاف «لا تتوقع خطة الجامعة العربية رحيل بشار الأسد. ستهمشه وبشكل أدق ستكلف نائبه بالتفاوض وبدء انتقال (السلطة). هذا هو الحد الأدنى فعلا.» من جهته اعلن الموفد الدولي الى سوريا كوفي انان ان فريق الاممالمتحدة سيزور سوريا في عطلة نهاية الاسبوع الجاري لاجراء محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الاسد مؤكدا ان الازمة السورية يمكن ان تؤثر على منطقة الشرق الاوسط باكملها. وصرح انان في مؤتمر صحافي اثناء اعلانه المهمة بعد عقده مؤتمرا عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع اعضاء مجلس الامن في نيويورك «آمل في ان يتم منح الوفد جميع التسهيلات اللازمة».ولم يتحدث انان عن كيفية سير المحادثات التي اجراها اثناء زيارته لسوريا في عطلة نهاية الاسبوع الماضي، واكتفى بالقول انه لقي استقبالا «ترحيبيا ولائقا». واضاف انه التقى مسؤولين في السلطات السورية واعضاء في المعارضة اضافة الى قادة اعمال وزعماء دينيين.واضاف «المحادثات ستستمر» مؤكدا ضرورة توخي الحذر لان المنطقة باكملها معنية بما يحدث في سوريا.وصرح انان للصحافيين «نحن قلقون لان الازمة يمكن ان تؤثر على المنطقة باكملها وتتعدى سوريا اذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح».وفشل مجلس الامن الدولي في تمرير قرارين يدينان سوريا بعد لجوء كل من الصين وروسيا الى حق النقض ضدهما.الا ان انان قال إن رد فعل اعضاء مجلس الامن على كلمته مشجع، الى ذلك خرجت تظاهرات حاشدة معارضة للنظام في انحاء عدة من سوريا، في ما اطلق عليه اسم جمعة «التدخل العسكري الفوري» ففي حلب (شمال) التي بدأت تتصدر واجهة الاحتجاجات في سوريا، خرج آلاف المتظاهرين في احياء الاشرفية والسكري والشعار وبستان القصر والانصاري وصلاح الدين والفروس، اضافة الى عشرات التظاهرات في ريف حلب، بحسب ما افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي وردد المتظاهرون هتافات «الشعب يريد التدخل العسكري»، و»الشعب يريد تسليح الجيش الحر»، اضافة الى هتافات تضامن مع حمص وادلب.واظهرت مقاطع بثها ناشطون على الانترنت تظاهرة في حي الفردوس ردد فيها المشاركون «ما في للابد، عاشت سوريا، يسقط الاسد»، وفي حي الانصاري ردد المتظاهرون «السوري يرفع ايده، بشار لا نريده».وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان «عددا من الجرحى سقطوا في حي السكري والفردوس في حلب اللذين شهدا شبه انفلاتا امنيا نتيجة انسحاب القوى الامنية وترك الشبيحة يشتبكون مع المتظاهرين».وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان، ومدينة واعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، بالاضافة الى مدينتي الباب ومنبج.وفي دمشق، افاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي بخروج تظاهرات في احياء الميدان والمزة، وبرزة، والقدم، واجهتها قوات الامن بالقنابل المسيلة للدموع واطلاق النار. وفي شريط فيديو، بدا مئات الاشخاص في مسجد زين العابدين في الميدان يرددون هتافات ضد بشار الاسد ووالده الراحل حافظ الاسد وكذلك «الله محيي الجيش الحر».وردد المتظاهرون في حي القدم «يا ادلب نحن معاك للموت، ويا حمص نحن معاك للموت». وفي مدينة ادلب (شمال غرب) التي سيطرت عليها القوات النظامية مساء الثلاثاء، خرجت تظاهرة من احد مساجد المدينة ردد فيها المتظاهرون «ما رح نركع ما رح نركع» و»يا ادلب لا تخافي»، بحسب ما اظهر مقطع بثه ناشطون من ادلب على شبكة الانترنت.