يتوقع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سقوط نظام الأسد في سوريا خلال «بضعة أشهر»، ويقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما: إن بلاده لا تعزم المشاركة في عمل عسكري لإسقاط النظام السوري، مشيرًا إلى أن سقوط الأسد بات حتميًا، وأنه بات مسألة وقت. شهور كاميرون ووقت أوباما، قد يعبران عن حسابات سياسية، جرت بعقل بارد، في غرفة مكيفة، بعيدًا عن رائحة البارود ومشاهد الدم، وبرغم أن الرئيس الأمريكي كان أكثر وضوحًا من رئيس الحكومة البريطانية، إذ أفصح عن خطة عمل تعتمد على توحيد المعارضة السورية، وعزل النظام السوري، وتجفيف الينابيع المالية والمصرفية لنظام بشار الأسد، إلا أن ذوي الضمير الانساني ممن يؤرقهم مشاهد القتل اليومي للأبرياء في سوريا، يتساءلون: كم من الضحايا قد يسقطون في سوريا الى أن تؤتي خطط أوباما أكلها؟! لا أحد يريد أن يرى حربًا ضد سوريا، ولا أحد يريد أن يرى تدمير مقدرات شعب عربي تحت أي ادعاء، لكن أحدًا في العالم العربي لا يطيق أن يرى إراقة المزيد من دماء الأشقاء السوريين على أيدي نظام دموي غاشم، لم يعد يبالي سوى بالبقاء في السلطة، ولو فوق أشلاء شعبه . إذا كانت لدى واشنطن خطة لإجبار النظام السوري على الاستجابة لمطالب شعبه، عبر أدوات السياسة والاقتصاد، فإنّ ثمة خطة موازية ينبغي أن يبدأ العمل بها على الفور، لحماية المدنيين من أبناء الشعب السوري الشقيق، ولتوفير الرعاية الطبية والاجتماعية والانسانية لهم. ثمة مهام إنسانية ينبغي أن تبدأ فيما يستهل المبعوث الأممي/ العربي كوفي عنان مهمته في سوريا بعد غد السبت. إنشاء مناطق عازلة وممرات آمنة بات مطلبًا ملحًّا، فيما يواصل النظام مخططه لترويع شعبه، وابتزاز العالم كله، وبرغم صعوبة تلك المهمة أيضًا فإن جهدًا دوليًا مخلصًا يمكن وينبغي أن يقود إليها. سقوط النظام في سوريا بات حتميًا، لكن إنقاذ أرواح الأبرياء هو أمر أكثر إلحاحًا، والأسرة الدولية كلها مسؤولة أمام الإنسانية وأمام التاريخ عن حماية أرواح هؤلاء الأبرياء، وعن تمكينهم من ممارسة خياراتهم الحرة، ضد القهر والعنف والاستبداد. ساعة الرمل في سوريا تجاوزت المنتصف، أما ساعة الدم فإنها تسبق الزمن فيما يتسارع إيقاع القتل والتنكيل بالأبرياء من أبناء الشعب السوري.. أوقفوا ساعة الدم .. وسرعوا ساعة الرمل .. فالتاريخ لن يرحم أحدًا.