دعت المعارضة السورية امس المجتمع الدولي الى «نجدة» الشعب السوري مما يتعرض له من قمع على يد النظام وذلك قبل ساعات من اجتماع مجلس الامن الدولي المنقسم في مسعى لوقف حمام الدم. وناشد المجلس الوطني السوري، ابرز قوى المعارضة، في بيان «منظمات وهيئات الإغاثة الدولية والضمير العالمي، المسارعة إلى نجدة الشعب السوري الذي يذبح ويقتل ويعتقل ويعذب وسط ظروف لا إنسانية».. واضاف البيان «مع تسارع وتيرة الهمجية التي تعامل بها النظام السوري مع مدنيين عزل وصلنا الآن مرحلة يبدو فيها النظام مصرا على إبادة الشعب السوري بكافة السبل». وتابع «شعبنا يباد في جريمة انسانية سيظل العالم كله يتذكرها لعقود مقبلة.. لا تكونوا شركاء النظام السوري بصمتكم، فالصمت أحد أدوات القتل.. أغيثوا شعبنا». وكان المجلس دعا في وقت سابق الى «يوم حداد وغضب» امس في سوريا بعد مقتل المئات في تصعيد للقمع. واوقعت اعمال العنف امس 22 قتيلا على الاقل مع عمليات امنية دامية ومعارك بين الجيش النظامي وجنود منشقين انضموا الى حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وافاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن خلال اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «ان النظام يستخدم القوة المفرطة الان في عدة مواقع في سوريا حيث ان العمليات العسكرية والقوة النارية التي يستخدمها النظام هي الاعنف منذ انطلاق الثورة السورية». من جانبه اعلن قائد «الجيش السوري الحر» العقيد رياض الاسعد ان «خمسين في المئة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة» نظام الرئيس بشار الاسد، واصفا العمليات التي يقوم بها الجيش الحر بأنها «حرب عصابات» تعتمد على توجيه ضربات الى قوات النظام والانسحاب. وقال الاسعد في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس امس من تركيا ان «خمسين في المئة من الاراضي السورية لم تعد تحت سيطرة النظام، من دون ان يعني ذلك وجود امكانية للجيش الحر بالسيطرة الكاملة على اي منطقة». واضاف ان «العمليات التي يقوم بها الجيش الحر في سوريا بمثابة حرب عصابات تقوم على توجيه ضربات سريعة الى المواقع الاسدية ثم الانسحاب التكتيكي الى مناطق آمنة». واوضح ان الجيش الحر «لا يمكنه السيطرة بشكل كامل على اي منطقة، خوفا من حصول تدمير كبير في حال رد النظام باسلحته الثقيلة وبالتالي الحاق مزيد من الضرر بالمدنيين». وبحسب المرصد قتل ستة مدنيين في محافظة ادلب على ايدي قوات الامن بينهم ثلاثة شبان ضحايا كمين لمسلحين موالين للنظام. وفي المنطقة نفسها، ادى انفجار شاحنة عسكرية الى مقتل جندي على الاقل في اريحا حيث قتل مدني برصاص طائش في معارك بين قوات الامن ومجموعة من المنشقين، وفقا للمصدر نفسه. وفي منطقة حمص قتل 14 مدنيا بينهم سبعة تحت قصف مدافع الهاون في الرستن حيث مني الجيش بخسائر فادحة في الارواح والمعدات بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وتكثفت اعمال العنف في المناطق القريبة من العاصمة. وقال ناشطون ان الضاحية الشمالية الشرقية لدمشق محاصرة ويتمركز جنود خلف سواتر من اكياس الرمل في حين يراقب آخرون السيارات. من جانبها ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان «مجموعة ارهابية مسلحة» استهدفت خطا لنقل النفط في حمص فيما اتهمت لجان التنسيق المحلية التي تشرف على الحركة الاحتجاجية قوات الامن بالتفجير. وفي عمان عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي يقوم بجولة في الشرق الاوسط، عن أمله بان يؤتي اجتماع مجلس الامن «ثماره سريعا» واصفا الاوضاع في سوريا بأنها «تشكل تهديدا للسلام الإقليمي والدولي». من جانبه اعتبر جيمس كلابر مدير الاستخبارات القومية الاميركي امس ان سقوط نظام الاسد حتمي في مواجهة الاحتجاجات الحاشدة في بلاده. وقال «لا ارى كيف يمكن ان يستمر (الاسد) في حكم سوريا.. انا شخصيا اعتقد ان المسألة مسألة وقت، لكن القضية هي ان ذلك يمكن ان يستغرق وقتا طويلا».