تعلقت أنظار أكثر من مليار شخص في العالم بالتجمع الدولي الذي ضم زهاء 70 ممثلاً لدول العالم في مؤتمر (أصدقاء سوريا) بتونس ليقول كلمة الفصل ، ويضع النقاط على الحروف مما يجري من مذابح يومية في سوريا. نعم ثمة أصدقاء للشعب السوري تحركهم النزعة الإنسانية والتي تحاول جاهدة ايقاف المجازر الوحشية التي برع النظام السوري في ارتكابها وبأبشع الصور التي يندى لها جبين الإنسانية في العصر الحديث. الآن المجتمع الدولي أمام اختبار آخر جديد بعد خذلان الشعب السوري (بالفيتو المزدوج) الروسي الصيني ، اللتين أعلنتا مقاطعتهما للمؤتمر ، مما يرسل اشارات سالبة مما يجري من نزيف الدم الذي بلغ حداً مفزعاً للغاية باطلاق يد الأسد لتقتل وتذبح وتمارس ساديتها في التعذيب بوحشية قلَّ نظيرها. العالم ملَّ من كثرة الاجتماعات والمؤتمرات هنا وهناك حول الأزمة السورية والتي كانت مجرد أقوال لا أفعال تردع (الأسد) الذي يقتل شعبه بدم بارد! ومؤتمر اسطنبول لم يقدم حلاً ناجعاً لوقف حمام الدم المتصاعد ، ولهذا فالتعويل على تجمع تونس أكبر ، والرجاء في مشروع بيانه الختامي ، أعظم ، فليس من المعقول ان يساق الشعب السوري إلى المشانق كل يوم بالعشرات على مدى 11 شهراً والعالم يقف مكتوف الايدي ، فقط يندد ويشجب أو يعطل (الانقاذ) بالفيتو!. إن تشكيل قوة حفظ سلام أممية تحقن دم الأبرياء في سوريا مطلب ملح بالاضافة إلى فتح ممرات آمنة لتقديم المساعدات الإنسانية والطبية للمصابين ، وهذه هي أولى الأولويات أما الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلاً للشعب السوري فهو خطوة لاحقة لأن ايقاف الدم وحفظ الارواح مقدم على كل بند مشروع قرار من هذا التجمع الدولي ، فهل ياترى يرتقي إلى هذا الفعل العملي أم يكتفي بالأقوال التي لم تعد تجدي نفعاً؟.