احتفت جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ممثلة في منتدى الدمام الثقافي، في يوم القصة العالمي، مساء أمس الأول على مسرح الفرع، بتوقيع عدد من القاصين مجموعاتهم القصصية، وبتكريم المحتفى بهم وتقديم مسرحية «الرهان». الاحتفالية بدأت بتقديم الإعلامي محمد الحمادي، واستهلت بكلمة القاص والمشرف على المنتدى عبدالله الوصالي الذي قال: إنّ فن القصة القصيرة يشاطر الرواية الحدث وأن القدرة العجيبة هي سر القصة القصيرة وسر كتابتها هي تلك القدرة المنضبطة في كبح جماح الاستطراد الكتابي وتوجيه انثيال النفس المتدفق بدافع البوح صوب هدف محدد مختار بعناية. وعن القصيرة القصيرة ويومها العالمي الذي صادف 14 فبراير، قال القاص فاضل عمران: يوجد الإنسان في الحياة مع قصته يواصل سعيه إلى المستقبل خالقاً المزيد من القصص في نفس الوقت الذي يحمل ماضيه فيها. المكرّم القاص خليل الفزيع أشاد بهذا الاحتفال من خلال الشكر والتقدير لما تقدمه الجمعية في الثقافة والفنون وفي مجال الأدب أيضًا واهتمامها بالقصة على وجه الخصوص، مقدمًا قصته المعروفة «الباب» وقصته «أنا والهاتف». وتحدثت الشخصية المكرّمة شريفة الشملان عن بداياتها في معرفتها لجمعية الثقافة والفنون في الدمام منذ أمد طويل، متذكرة من عملوا فيها ممن وصفتهم بالصادقين الطيبين المواجهين للصعوبات الكثيرة، مشيدة بالإمكانيات الرفيعة والكبيرة في عطاءاتها، وجمعها للشباب ليكون الاستمرار للبذل ودعوة الشعراء والمفكرين لتلاقح الأفكار ونموها وتطورها ولتفتح نوافذ لخلق جيل مبدع، وتقرأ قصصها القصيرة: «منال- هدوء- دوران- اشتعال- الحرب». وقدم المخرج ياسر الحسن، والممثلين جبران الجبران وجراح الدوسري ومحمد القحطاني وناصر العبدالواحد وحسن الخلف ونعيم البطاط مسرحية «الرهان» قصة عبدالله الوصالي، وتدور أحداثها حول محاولة مجتمع إيجاد السبب لإخفاقه في سباق ضمهم ويتم البحث عن كبش فداء لهذا الفشل بين مكونات المجتمع ونرى كيف يتم تحويل المشكلة من موضوعها الحقيقي وانزياح التهمة عن المتسبب إلى مكون أضعف ثم أضعف وهكذا، وتحاول المسرحية في نصها أن تطرح سؤالًا يجيب عليه الجمهور وهو من يا ترى يستحق المشنقة التي نصبت من أجل ذلك المتسبب. يذكر أن القاص خليل الفزيع أكثر إسهاماته الأدبية تنحصر في مجال القصة القصيرة، وصدرت له حتى الآن سبع مجموعات قصصية والثامنة مشتركة، وله عدة كتب. وقال الكاتب عبدالله الشباط: أن من يريد الحصول على صور قرى الإحساء التي تكاد تندثر تحت وطأة العمران عليه أن يرجع إلى قصص خليل فزيع ليجد تلك الصور الحاوية للمباني والطرقات والناس والحقول، ستجد في قصصه الطرق الموحلة والأزقة الضيقة والأسوار المبنية من الطين. وأما شريفة الشملان فلها خمس مجاميع قصصية، وقُدمت دراسات عن أدبها بلغات: فرنسية وإيطالية وإنجليزية وأسبانية، وشاركت وتشارك في ندوات ومؤتمرات في الداخل والخارج، وقد ألقت كلمة المثقفين السعوديين في معرض الكتاب بالرياض عام 2010. وقال الدكتور صالح زيّاد: في قصص شريفة الشملان تغدو المرأة ضحية الثقافة.. المرأة الضحية من وجهة النقد النسوي تعني الإدانة للرجل وهي إدانة تقترفها شريفة الشملان بطرق سردية تجعل تلك الإدانة مبررة ومقنعة تمامًا، لكن بعكس الاتجاه المتطرف في الأدبيات النسوية تأخذ الإدانة للرجل لدى شريفة الشملان قدرًا من الاعتدال والمعقولية.