اشتد نزفي..واتسعت فجوة جراحي وآلامي..وطفقت انخو الضمائر..والعروق وألومها على تدفق الدم في شرايين أولئك الموصومين بالعار في جبين الوطن ومن بين ثنايا الضلوع تزفر حرقة..وخلف أقفاصنا الصدرية نسجن آهات ممزوجة بذكرى الماضي..الذي لم تجف فيه الدماء الطاهرة التي سكبها الآباء على مساحات جبال السروات الوتيدة وفوق قمتي آجا وسلمى وهضاب نجد.. لتطفو بعز الكرامة ووحدة الكلمة وتفرد أشرعتها لترسو عند ضفاف شواطئنا من الخليج إلى درة حقل..وكلما أوغل الحاقدون جوارحهم في ظهورنا علقت حبات الرمل..وطينة الأرض التي منها «شروشنا» لتقصم مخالبهم المعوجة..وتحكي لهم قصة الأجداد..وتلاحم الأسرة الواحدة..ها نحن اليوم يا وطن أبناء وأحفاد نأتيك من كل صوب..بدو..وحضر..وأهل هجر تحت لواء واحد واعتزاز متدفق بشموخ العرب..ودونك يا وطن الدماء..وقبلك الأرواح..وبعدك لا نكون شيئا..إنهم لا يعرفون نباتك الذي يفوح عطرا عند السلم ويتحول الى متاريس ضارية عند حمى الوطيس ونسوا إن أبي السموأل في الشمال وأخي ربيعة في نجد وعمي المقداد في الحجاز وخالي الضرغام في شرق الوطن وفوق تلال الربع الخالي وابن أخي المهلهل وذويه في سهول تهامة..جميعهم من عرق واحد لا يخون ولا يخدع خرجوا من رحم طاهر لا يلد إلا النجباء الموسمين بضوء الأرض والعرض والعاشقين حتى الثمالة للراية الخضراء وشعارها الذي تتهاوى دونه الرقاب فكانت أول صولة لجدي الجعفري ابن أبي طالب الذي تقطعت يداه وهو يحمل راية التوحيد ضد الفرس وحقدهم على العرب فضم السارية الى صدره وخفق إيماناً..ووحدة وتعاضدا.فرسم للأحفاد درسا لا نزال نحفظه عن ظهر قلب..»آه يا وطن» عندما يخرج عاقون ويدعون انهم منك فيعبثون بأرواح رجال أمننا البواسل الذين مدوا أيديهم بالمحبة والوفاء . «آه ياوطن»..نقولها وصدورنا مفتوحة لك..وقلوبنا مليئة بالحب للجميع ولن نقبل ان يحرضنا حاقد يتلقى أوامره من ملالي فاسدين أو ناعق يعيش في اوروبا من هبات زنديق لئيم على ولاة امرنا لأن كل اولئك تضمر في نفوسهم الكراهية لشعب محترم اسمه «سعودي» واصله «عربي» وجذوره «متماسكة»بإذن الله مابقيت السموات والارض ولأن السعوديين أهل الشيمة والكرم والعطاء والمروءة عبر التاريخ العميق فلن يلتفت احد لتلكم الشرذمة التي تتوارى في بؤر الكذب من اجل تدميرنا وهيهات لهم ..لأننا في الأصل والمعنى سعوديون رغم أنف الحاقدين..