في لحظة من لحظات التاريخ السعودي المعاصر، نام الشعب ليلة جمعته الماضية المضيئة على الكثير من التساؤلات تغلفها الثقة بخادم الحرمين الشريفين حفظه الله، فالكل يتساءل ما الذي سيتضمنه خطاب القائد؟ لاشك أنه خير، ولكن كيف ستأتي مضامينه؟ الكثير من علامات الاستفهام التي رسمتها مخيلات أفراد الشعب بكل فئاته لم يبددها إلا ظهور مشرق حان لقائد مسيرتنا، ظهور زينته كلمات صاغت باختصار عمق العلاقة بينه وبين شعبه. فلله دره من عظيم يقود أوفياء. لقد أكرمنا الله بحكومة أكرمتنا منذ زمن ليس بالقريب، ونحن بإذن الله نستحق مثل ذاك الكرم، فنحن شعب لم ولن يحكمنا إلا الشرفاء رجال الحق والعدل لا نرتضي الذل ولا الظلم.. ولا نقبل الإهانة ولا نتجاوز عن المهانة، ولا نحني لغير الله، خلقنا ربنا أصحاب عزة وكرامة، وسنموت على ذلك وسنبقى على بيعتنا لولي أمرنا، فلن يحركنا المرجفون، ولن يحرضنا الحاقدون، وستبقى صدورنا دروعا أبدية تدافع عن ولاة أمرنا، لأننا شعب الجزيرة لا مكان لدينا إلا للشرفاء في القيادة، فالتاريخ يشهد أننا لسنا شعبا تقتله الماديات، بل شعب ساير فطرته في ولائه لقيادته فاستجاب لأمر المولى تبارك وتعالى إذ قال سبحانه (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). لاشك أفرحتنا تلك السلسلة الألماسية المرصعة كرما وجودا من أوامر قائدنا الإنسان السياسي الشهم الأمين على أحوال أمته، فأدى الأمانة على الوجه الذي يرضاه ربنا، كيف لا والشعب رجالا ونساء أطفالا وشبابا وشيوخا اكتظت بهم الشوارع والميادين وهم يلوحون بصوره، ويهتفون به ملكا وقائدا، فهم في قلبه دائما ويستمد العزم والعون من الله ثم منهم. اليوم، وبالأمس، وغدا، وحولنا العالم تقلبه نيران الانقسامات والتصدعات... فحكومات تسقط، ورئاسات تخلع، وشعوب تقتل، ودماء تهدر، وأموال تحرق، وأمن يفقد، نحن في المملكة العربية السعودية دوما الأسعد، قادتنا شريعة الله نحو الأسمى والأفضل والأجمل ..فتحققت أجمل صور تلاحم القيادة والشعب.. تلاحما إنسانيا تعززه الفطرة السليمة، تلاحما لن تحل عراه مكائد الكائدين ولا سموم الحاسدين، فنحن مازلنا وسنظل نثبت أننا الأقدر والأجدر، لن نكون عبرة لأحد بل نحن القدوة، والقدوة الحسنة، إن الولاء عندنا نبته في أرض سجاينا، والوفاء خلق من أرقى صنائعنا .. زرعتنا في أرضنا الطاهرة رعاية الرحمن ولطفه ورحمته فكنا خير شعب لخير قيادة. لقد أثلج الصدور، وأسعد القلوب...ذلك الشهم الأبي خادم الحرمين الشريفين بكلمة وجيزة الحرف، بالغه البيان، فريدة في التبيان، ووالله لو كان لي من الأمر شيء لسطرتها ذهبا وياقوتا وأحجارا كريمة ونقشتها في الميادين العامة، والساحات وأبواب المدارس والجامعات.... كلمة سوف يخلدها التاريخ لهذا الأبي، فهو ليس ملكا فحسب فالملوك أعياهم الوصول إلى مواصيل هذا الرجل... وكل الحكومات وضعها ذلك الرجل الشهم في مواجهات قاسية لاشك مع النفس... ودساتير العالم المتحضر أصبحت تعاني خللا واقعيا فما سطره قائدنا تنبهت إليه سطور تلك الدساتير إلى فقدانه وعجزت في الوصول إليه. صالح بن معتق الصيدلاني ماجستير قانون