أعلن التلفزيون الرسمي السوري نقلا عن "مصدر مسؤول" في سورية اليوم أن دمشق ترفض القرارات الصادرة بشأنها عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء أمس، واصفة إياها بانها "تدخل سافر" في الشؤون الداخلية السورية. وقال المصدر أن دمشق "ترفض القرارات الصادرة بشأن سورية خارج إطار خطة العمل العربية وتعدها انتهاكا لسيادتها الوطنية وتدخلا سافرا في شؤونها الداخلية وخرقا فاضحا للأهداف التي انشئت الجامعة العربية من أجلها وللمادة الثامنة من ميثاقها". وأكد المصدر السوري المسؤول أن "قرار المجلس الوزاري الذي يتناقض مع مصالح الشعب لن يثني سورية عن المضي في نهجها الإصلاحي وتحقيق الأمن والاستقرار لشعبها الذي برهن خلال الأزمة على تمسكه بالوحدة الوطنية والتفافه حول الرئيس (السوري بشار) الأسد". وأضاف المصدر المسؤول في أول تعليق من النظام السوري على قرارات اللجنة الوزارية العربية "استمعنا لبيانات تحريضية تعكس ارتباط أفرادها بمخطط يستهدف السوريين من خلال طلب التدخل الأجنبي، وكان الأجدى بالمجلس الوزاري تحمل مسؤولياته بوقف تمويل وتسليح الإرهابيين". وتابع "تجاهل القرار عن عمد الجهود التي بذلتها سورية في تنفيذ خطة الإصلاحات الشاملة التي أعلنها الرئيس الأسد في مجال التعددية السياسية لبناء سورية المتجددة وعلى رأسها الدستور الجديد الذي سيطرح على الاستفتاء قريبا". وأوضح المصدر أن "الدستور الجديد يمثل الحداثة والنظام الديموقراطي التعددي وهذه الاصلاحات تفتقد إليها العديد من الدول التي قادت الحملة العدائية على سورية". وكان وزراء الخارجية العرب أطلقوا مساء أمس مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة السورية تدعو إلى تشكيل حكومة وفاق وطني خلال شهرين وتطالب الرئيس السوري بتفويض نائبه صلاحيات كاملة للتعاون مع هذه الحكومة، وأكدوا أنهم سيطلبون دعم مجلس الأمن لهذه الخطة. واعتبر رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم في مؤتمر صحافي عقب الاجتماع أن المبادرة العربية تهدف إلى رحيل النظام السوري "سلميا". ودعا الوزراء العرب في قرارهم الذي اعتمدوه في ختام اجتماع استمر أكثر من خمس ساعات "الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة السورية إلى بدء حوار سياسي جاد تحت رعاية جامعة الدول العربية في أجل لا يتجاوز أسبوعين من هذه الدعوة وذلك لتحقيق مبادرة" جديدة لإنهاء الأزمة.