يكبر السؤال يوما بعد آخر.. أين هم رجالات الاتحاد، ولماذا يتكاسلون عن نجدته، كبار العميد تراهم بكثرة وقت أن يكون مفتاح العميد على وشك التسليم، أو حال يكون العميد على أعتاب نهائي، أو قريبا من المجد، ووقت أن الحاجة ماسة اليوم إلى وقفة صادقة من جميع المخلصين، النادي يعيش تيها ربما لم يسبق له مثيل في العقد الأخير، والمؤلم أنه لم يعد للأصوات التي تعلو وتنتقد أي وجود، وكأن أمر الاتحاد لا يعنيهم من قريب أو من بعيد.. الفريق البطل يغرق في تخبطات إدارية وفنية وعناصرية، وبالتأكيد سيفقد الكثير من قوته، وسيضيع كم كبير من هيبته، والخوف أن يصل به الحال إلى ما هو أسوأ وأنكى، فيما الصمت ينعق على أوضاعه نعيق الغربان الشامتة، وبات ألم جماهير العميد شجنا يتحلى به من كانوا يوما في مقدمة من ينتقدون، ويتسابقون إلى الواجهة، و يتفيأون انتصاراته وبطولاته، ووقوفه مواقع الند للند لأعتى الخصوم، يحمل الأسى الدفين، ويغير المفاهيم الركيكة، ويتكلم بلغة الواثقين، وفي العموم الاتحاد سيبقى وإن سجلت الأيام بعض الجور، لأن سنة الحياة أن دوام الحال من المحال، وظني أن الاتحاد عائد لزمانه، ولن تخلو الساحة من عنفوانه، وقد رأيناه ينتصر على آلامه منذ ثلاث سنوات مضت، يصارع الظروف ويتجاوز العقبات، ويرنو دوما إلى التسامي، حاضرا لا يغيب متحديا كل (المعوقات) الطبيعية والصناعية، وبالتأكيد لا تخلو الساحة من (الخلصاء) وليس المال المعضلة الأولى، إنما وقفة الرجال هي الأهم، وخسارات الموسم الحالي كفيلة أن تصنع المستقبل، لأن التخطيط غائب ولا بد أن نعترف بالواقع لأنه بداية التصحيح الحقيقي، وليس (الترقيع) هو الدواء الأمثل وظني أن كمًّا كبيرا من الاتحاديين يعي ذلك تماما ويتمنى أن يكون، وبالتأكيد غيبة الاتحاد لن تطول، وحال اكتمال صفوفه، وانتقاء عناصر أجنبية متميزة سيكون عند الموعد.