لست مع مَن يقللون من شأن الهلال، فقد فاز الاتحاد عليه وهو بكامل عافيته، ولو أن (رادوي) كان حاضرًا، لربما تسبب في كارثة للهلال فهو لاعب لا يطيق (التسحيب) والمحاصرة الهجومية، وربما طرد منذ الشوط الأول. وبكل تأكيد فوز الاتحاد جاء كمًا وكيفًا، ومن الظلم أن نضع الهلال بين الأقواس، فقد حاول ونفعته خبرته، ورزانة لاعبيه في أحلك الأوقات، الاتحاد حضر بعنفوان كبير، وكان أغلب لاعبيه في يومهم، والمدرب لم يخطُ إلاّ بحسابات دقيقة، وإلاّ لما وقف ويلي بشكل قطعي، والأمر ينطبق على ياسر ونيفيز، ومحاولات المحياني والعابد لم تكن لترقَ للتكامل والحرص الاتحاديين في كل دقائق ليلة السبت الفائت.. ولم يخنّي ظنّي أن يتعملق الاتحاد، ويقدم واحدة من ملاحمه التي تعود عليها أوقات الحسم، وتلكم (الميزة) التي أغضبت الاتحاديين يوم نهائي آسيا، فلم يكن الاتحاد هو الاتحاد الذي نعرفه تمام المعرفة، وبقي متوعكًا لأنها عادة (دخيلة)؛ لأن روح العميد لا تغيب في أحلك الظروف، ولا ضير في أن يخسر الفريق في أي وقت، ولكن أن يخسر بمستوى مقنع، يؤكد من خلاله أن التعويض قادم لا محالة، وهذا التميّز (كنه) في العميد، ومن لا يعرف ذلك عليه أن يسمع، أو يرى ماذا يصنع الاتحاد في النهائيات. كثر هم الذين قللوا من الاتحاد، وقت أن كان يعيش (غفوة) هي شيء من الطبيعة وسنن الحياة، فدوام الحال من المحال، وأظن أن (بعضًا) من الناس حملوا الاعلام الاتحادي شيئًا ممّا يحدث للفريق في الايام (الحالكة) والأيام أثبتت أن الإعلام الاتحادي مهما قسا فهو محب إلى درجة (الغليان)، ولا يقبل أن يغلي الشارع الأصفر، وبالتأكيد كان سببًا في عودة (النمور) وذلك هو الاتحاد، أمّا الهلال فلم يكن في يوم سعد، وبالتأكيد أعجبني رقي رئيسه ومثاليته، وهو يبارك للاتحاديين بوجه باش، وأعجبتني كلمته التي قالها على هامش التصريحات الكثيرة التي تواردت ليلة اللقاء حين قال: “تمنيت أن يسجل نور الجزائية، لكي نرتاح من عناء الإضافي، والترجيحيات من أجل الآسيوية”، وهو اعتراف بأفضلية الاتحاد، وإحساس رئيسه أن تلك الليلة اتحادية منذ الوهلة الأولى.