إبان شهر جمادى الآخرة من العام المنصرم، طرد الأمين العام لهيئة تطوير مكةالمكرمة (د. سامي برهمين) صحيفة عكاظ، وقبلها منعتها الخطوط الجوية السعودية من التداول على متن طائراتها، وجاء الدور الآن على صحيفة المدينةالمنورة، ومن لم يصدق فليقرأ القصة التالية: « عند خروجنا من موقع المشروع، تبعتنا سيارة، واعترضت طريقنا (على طريقة أفلام هوليود) وخرج منها اثنان يلبسان لباسا أحمر اللون، طلبا منا إثباتاً بأننا من منسوبي الصحيفة، وقال أحدهم:منذ دخولكم إلى موقع المشروع، وردني اتصال بذلك. التصوير ممنوع، أكدنا له أننا لم نقم بالتصوير نهائيا، وأن الصور التي نرغب التقاطها، سنأخذها من سطح مبنى مرتفع، بالقرب من المشروع، وبالفعل قمنا بالتقاط الصور المرفقة». ما المشروع ؟ تطوير الواجهة البحرية في محافظة جدة . لاحظت صحيفة المدينة أنه «يسير ببطء شديد، مع عدم توافر العدد المطلوب من العمالة» فأوفدت محررها ( هتان أبو عظمة) ومصورها (محمد باعجاجه) واتضح أن « عدد العمال، والمعدات، والآليات اللازمة، لعمل المشروع ليلا، كانت قليلة جدا، مقارنة بحجم العمل» ليس هذا فحسب بل تبيّن أن « المقاول يمنع الدخول لمواقع العمل،التي كانت عبارة عن حُفر بطول المشروع، مع وضع أدوات السلامة» وسجلا ملحوظة تحسب لصالح المقاول وهي « مع توافر أعداد قليلة من العمال، إلا أنهم ملتزمون بلباس السلامة». لماذا مَنَع المقاول صحيفة المدينة، من دخولها موقع المشروع ؟ ومم يخشى ؟ وهل هناك خطورة على المشروع ؟ وأيُّ سِرِّيّة في مشروع رصدت له الدولة (170) مليون ريال ؟ بالأمس طُردت صحيفة» المدينةالمنورة « ومن يدري فقد تُطرد غداً « الرياض» أو» البلاد» أو» الجزيرة» أو» الوطن»، وطردها معناه أنها ليست وطنية!! موبوءة!! عاجزة !! غير قادرة على الإسهام في معالجة الانحرافات، ونقل منجزات الوطن والمواطن، والتخلي عن دورها في أن تكون: عينا للدولة، وأذنا للمواطن، تنقل همومه، ومعاناته، وأفراحه، وأتراحه، فهل يجوز هذا، والمجتمع يعج بحراك اجتماعي، يؤدي المواطن الدور الأول فيه ؟ ومن يوقف مسلسل الطرد ؟ من يحمي الصحف السعودية من التعسف، والاستهانة ؟ هيئة الصحفيين السعوديين؟ أم وزارة الثقافة والإعلام ؟ أم هيئة حقوق الإنسان ؟. [email protected]