أتمنى أن تكون محافظة ينبع التي فقدتْ "في غضون أسبوعين فقط، عشرة أشخاص، وأصيب ثلاثون آخرون، إصابات متوسطة، وخطيرة، في مواقع مختلفة" آخِرَ محافطة يضربُ طُرَقَها الموتُ، وأنقلُ عن عبد الرحمن الجعفري (أحد أقارب المتوفين) قوله:" يجب أن يعرف الجميع، أن هناك مشكلة في الطريق، تمثلت في وجود طَمْيٍ، ومياه، نتيجة تسرب مياه من الجزيرة، مما أسهم في عدم القدرة على السيطرة على المَرْكَبة، فارتطمت بأحد المنازل الشعبية هناك، ونطالب بالتحقيق في المتسبب، الذي جعل الشارع ممتلئاً بالمياه، والطَّمْي، ومحاسبته، على الأرواح التي أُزْهِقَتْ" (صحيفة المدينةالمنورة، 16 شعبان 1433ه، ص 4). مَطْلَبٌ أحسبه ضرورياً، ومندوب هذه الصحيفة في ينبع (أحمد الأنصاري) ومصورها (محمد الرفاعي) رصدا صورة وكلمة" تجمعات للطّمْيِ على جَنَبَات الطريق، وأحد المقاولين يقوم بالحفر من داخل الجزيرة، وسحب المياه من الحفرة" واللافت أن أحد العمال في الموقع قال:"إن أحد المقاولين، قام أثناء عمله في تركيب أعمدة الإنارة، بكسر قناة تصريف المياه الجوفية، التي تصب في مياه البحر" وفي أجواء كهذه تختلط الأمور، وتكاد التنمية في المجتمع السعودي تتعطل، وبالتالي لم يعد مقبولا السكوت على هكذا تصرف. أحد شهود العَيَان (المواطن سعد العلوني) روى قصة أغرب من الخيال:" نسمع يوميا أصوات انزلاق السيارات، وفي بعض الأحيان ترتطم بالمنازل الشعبية المجاورة للطريق. وفي آخِر حادث في الموقع، انزلقت سيارة بسبب الطّمْيِ في الطريق، وارتطمت في منزل شعبي، واشتعلت جزئيا، وفزعنا من الصوت، وخرجنا من منازلنا، وذهبنا إلى الموقع، فوجدنا الراكب تحت رُكَام الطُّوبِ والحجارة، فَقُمْنَا بسحبه إلى الخارج، بعد إزالة ما يزيد عن 25 طوبة كبيرة وصغيرة عنه، وقام الآخران بمحاولة إخراج الراكب من السيارة، قبل اشتعالها بالكامل". تتعددُ طُرُقُ المَوْت في بعض المناطق والمحافظات، وانتقاد الشيء دليل على وجوده، ودليل على أن وجوده يحتاج إلى حلول، وأخشى ما أخشاه، أن يفقد المجتمع السعودي أهم ثروة فيه ( الإنسان) جراء طُرُق يتوَطّنُ فيها الموت. ألطُفْ يالطيف. [email protected]