«لسنا متسولات ولا طالبات عطف إحسان».. هكذا تقول إحدى النساء العاملات أمام الجوازات تحت أشعة الشمس الحارقة، فلكل منهن قصة مختلفة عن الأخرى إلا أنهن يشتركن في نفس الهموم وأبرزها مطاردة البلدية لبسطاتهن، وعملهن ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة. وبدلًا من أن يجدن المساعدة والإشادة من المتغنين بحقوق المرأة أو مساعدة من حقوق الإنسان يجدن تجاهلًا وتهميشًا لا مثيل له.. وفوق ذلك كله تنغص عليهن فرق المخالفات البلدية التي تأتي دائمًا لموقعهن وتطردهن منه. «المدينة» تحدثت معهن رغم رفضهن في بادئ الأمر التحدث للإعلام ولكن مع إصرارنا لمعرفة السبب انطلقن بالكلام الممزوج بالصبر والرضا والتمني. تقول أم وليد وهي امرأة في منتصف العمر: ما الفائدة لو تحدثنا للصحافة.. سبق وأن أتت حتى قناة الإم بي سي وصورت وإلتقت بنا، ولم نجد صدى لما قلناه وطالبنا به، في كل مرة نتحدث مع الإعلام ونبوح لهم بما تحتويه نفوسنا من معاناة، تأتي إلينا فرق رصد المخالفات البلدية في اليوم التالي في محاولات مستمرة لطردنا من الموقع بحجة أننا غير نظامين. وتساءلت: اذا كنا غير نظاميين فما هو مبرر وجود كل هؤلاء الرجال بآلاتهم الطابعة على جانبي الشارع دون أن يجدوا مضايقة من البلدية! هل العمل يقتصر على الرجال فقط؟.. نحن أمهات نعول أسرًا كبيرة بها العديد من الأرواح الجائعة من سيطعمهم إذا جلسنا في بيوتهم! هل ننتظر إحسان المحسنين! ونحن في بلد عامر بالرزق؟ هذا ليس ما تربينا عليه، ولسنا كالأجنبيات التي يتسكعن بين سيارات المواطنين عند توقفها في الإشارة يستدرون عطفهم للتصدق عليهم بما تجود النفس. نحن نعمل والعمل ليس حكرًا على الرجال ولا يحق لأحد أن يمنعنا من كسب قوت يومنا. من جانبها تقول (م. الشمراني): يوميًا من الصباح الباكر نأتي لهذا الموقع لنعمل في طباعة المعاريض وتخليص بعض إجراءات مراجعي إدارة الجوازات وخصوصًا للنساء اللاتي لديهن مراجعات في الجوازات، لا نقوم بعمل مخالف ونقدم خدمة لشريحة كبيرة من المجتمع، وكنا قد طالبنا رسميًا بتوفير موقع لنا إذا كان موقعنا لا يرضي بعض الأطراف، لكن لم نجد تجاوبًا معنا، هم يريدون طردنا من الموقع وحسب، ليس لديهم سبب رسمي، ونحن على الأقل لسنا مثل بعض البسطات التي تقع على مدخل الشارع المؤدي للجوازات وبفعل موقعها تعطل حركة السير وتأخر وصول المراجعين للجوازات ومع ذلك لا يصدر بحقهم مخالفات او يطردوا من المكان لأنهم تحت حماية شركة مستثمرة مع كل قطاعات الدولة فهي المشغلة للموقع وتقوم بتأجيره لأصحاب البسطات ولو يأتي أي خبير في المرور وينظر لما تسببه هذه أكثر ضررًا من وجودنا خلف الحواجز الخرسانية لا نعطل السير ولا نسبب زحامًا. وتقول خديجة ولي تربوية في تعليم البنات بجدة إنها أتت لإنهاء بعض معاملاتها في إدارة الجوازات كانت متواجدة أثناء حديثنا مع صاحبات البسطات وعلقت على الموضوع قائلةً: من الظلم طردهم من هذا المكان، ونحن كنساء نحتاجهم في طباعة أوراقنا وكتابة معارضينا وذلك أعف لنا من الاختلاط مع الرجال والزحام الموجود لديهم. وتضيف: تحدثت للإدارة في القسم النسائي بالجوازات وأقترحت عليهم نقل هؤلاء النسوة أو عدد محدد للداخل لكي لا نضطر للوقوف بالخارج أمام الرجال والمارة بشكل لافت ومغرٍ للنفوس الضعيفة، وكذلك أقترحت أن تنجز معاملاتنا في القسم النسائي بالكامل دون الرجوع لقسم الرجال، وأتمنى أن يتجاوبوا مع مقترحي ومقترح العديد من السيدات. رأي الجوازات من جهته قال المتحدث الإعلامي لإدارة الجوازات بمحافظة جدة المقدم محمد الحسين أن وجود بسطات النساء أمام مقر الجوازات أمر ليس لهم علاقة به وهو من تخصص جهات أخرى. وأضاف: تواجد هؤلاء النسوة لا يضر عملية الدخول والخروج من مبنى الجوازات وهم نساء سعوديات وليس من تخصص عملنا طردهم من موقعهم وهذا الأمر من تخصص البلدية فقط. امانة جدة: لا تعليق كالعادة انتظرنا رد المركز الإعلامي في أمانة محافظة جدة أكثر من أسبوع وحتى كتابة هذا التقرير لم يكلفوا أنفسهم بالرد على الاسئلة.