قال الضَمِير المُتَكَلّم : يُقَال بأن ( الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ) تُفَكّر وتتطلع إلى تنفيذ مَا يُسَمّى ب ( إِقْرار الذّمّة للمسئولين ) ، وهو إقرَار متعارف عليه ومطبق في كثيرٍ من الدول ؛ فيه تسجيل ورَصْدٌ دقيق لكل ممتلكات المسئول ومصادر دخله قبل تعيينه ؛ والهَدَف محاولة كشف فساده لو عَمِل على استغلال وظيفته ومنصبه في تحقيق مصالحه الشخصية ، وفي زيادة حساباته البنكية !! وهنا وَسْوَسَت لي نفسي الأمارة بالسوء - عليها من الله ما تستحق - : يا هذا العديد من المسئولين عندنا يديرون شركاتهم وأعمالهم الخاصة وصفقاتهم بأسماء مستعارة تلبس طاقية الإخفاء ، أو بواسطة وافِدين تمّ منحهم الَكفالة والحَصانة ؛ فهل ينفع مع هؤلاء المسئولين ( إقْرَار الذّمّة ) مثل بقية العَالَمِين ؟! ضَربْتُ مع نفسي الأمارة بالسوء ( ثلاثةُ أدوارٍ من الشَاي الأخضر على الطريقة الموريتانية ) ، بعدها راحت السّكْرَة وجاءت هذه الفكرة المجنونة !! فَنحن من اخترعنا مَا يُعْرَف ب ( اختبارات التحصيلي والقُدُرَات ) حتى نُعَقّد الطلاب والطالبات ، ونَقْبِض منهم الملايين من الريالات ! ونحن أيضاً من ابتدعنا ما يُقَال له ( اختبارات الكفايات ) ؛ لِنزرع الشوك في طريق الخريجين الراغبين بأن يكونوا مدرسين ، ونَأخذ منهم الملايين مع أنهم مازالوا عن العمل عَاطِلين !! فلماذا لا تكون هناك ( اختبارات المسئوليات ) ؛ لابد أن يتجاوزها أيُّ مسئول قبل أن يعلو كرسي المسئولية ؛ فعلى الأقل لعله يمتلك فقط القدرة على خطاب ومواجهة المساكين بالكلام الزّين ! فعلاً لماذا لا يَصْنَع ( مركز قِيَاس ) اختباراً للمسئولين ؟! أم أن خدماته محصورة على الغَلابى والمساكين ؟! وأخيراً تخيلوا لو عاد بعض المسئولين طلاباً أو مدرسين ودخلوا ذلك الاختبار ( اختبار المسئولية ) ؛ فهل سيدفعون الرسوم كأولئك البسيطين ؟! ثمّ كَم مِن مسئولٍ سينجح من غير واسطة ؟! .. ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .