قال الضَمِير المُتَكَلّم : يعيش هذا الأسبوع عَشرات آلاف من الطلاب كابوس اختبارات القِيَاس ؛ فَثلاث ساعات من الامتحان قَد تَقضي على مستقبل الكثير من أولئك الشباب المساكين ، وتنهي طموحاتهم المشروعة رغم تفوقهم الدراسي ؛ باعتبار أنّ نتيجة تلك الاختبارات تمثل ما نسبته ( 30% ، إلى 40% ) من النسبة الموزونة لدخول الجامعة !! ( اختبارات القياس ) أُقِرّت عام 1422ه ؛ ومن أهدافها المعلنة : تحقيق العدالة في التعليم العالي، وتحديد مستوى الطالب ، ( لتجاوزات قد تحصل في ثانويات القرى، أو المدارس الخاصة) ، وكذا معرفة ميول الطالب ، لِلحَدّ من تَسرّب الطلاب ورسوبهم في الجامعات !! والآن بعد مضي أكثر من عشر سنوات على تلك الاختبارات ؛ هل تَمّ تقييمها ؟! هل حققت أهدافها ؟! هل رفعت من مستوى الطلاب وحَدّتْ من تسربهم ؟! ( واقع طلاب وطالبات الجامعات يُجِيب بالنّفِي ) !! ثم إذا كانت وزارة التعليم العالي هي مَن فَرَضَت تلك الاختبارات ؛ فلماذا يُلْزَم الطلاب والطالبات بدفع رسومها ؛ ومنهم فقراء مساكين ربما لا تملك أسرهم قيمة لقمة العيش أو الإيجار ،ومع ذلك تُجْبَر صاغرة على الدّفع ! ( الآن يقولون هناك مساعدة للمحتاجين لكن ذلك يتمّ بعد إجراءات لا تخلو من جرح المشاعر) !! المنطق يؤكد أنّ الجهة التي أقَرّت الاختبارات واجبها أنّ تتكفل بمصاريفها ، أو لِتَكُنْ برعاية ودعم القطاع الخاص كشركات الاتصالات والبنوك ! ويبقى (اختبارات القِيَاس) قد تكون مفيدة وجيدة في بلادِ ونظامِ مَن اخترعها ؛ لكن اليوم عَقَبة في حياة الكثير من طلابنا وطالباتنا التي تقوم مناهجهم على التلقين !! وأخيراً مع تَوسع ( مركز قِيَاس ) ، وتنوع اختباراته التي تُدر ذَهَباً ؛ فقد نسمع قريباً فَرْض ( اختبارات قياس) لكلّ شابٍ وفتاة مُقْبِلَيْنَ على الزواج !! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .