كشف مدير مكتب العمل بمحافظة جدة عبدالقادر الغامدي عن إغلاق مكتب شركة مقاولات بجدة والرفع عنها إلى وزارة العمل على خلفية شكوى تقدم بها نحو 50 عاملا آسيويا مفيدين بأنهم يعيشون في سكن قديم ومتهالك بلا ماء أو كهرباء، فضلا عن تأخر رواتبهم لثمانية أشهر!. وقال: «ننتظر صدور أوامر بشأن المدعى عليها (الشركة وصاحبها) ليتم تنفيذها من قبلنا»، وأكد أن الوزارة تقف بكل حزم ضد كل من يتلاعب بالأنظمة ويسيئ إلى هذا البلد وضيوفه. ويشكو العمال وهم من جنسيات (باكستانية، بنقالية، وهندية) من امتناع الشركة عن تسليمهم رواتبهم الشهرية ومستحقاتهم المالية هذه الفترة، ورفضها في ذات الوقت إنهاء إجراءات سفرهم إلى بلدانهم، أو تمكينهم من نقل كفالاتهم إلى جهات أخرى لديها فرص عمل تستوعب طاقاتهم. وأشاروا إلى أنهم يعيشون بلا كهرباء أو ماء في سكن قديم قابل للانهيار في أي لحظة، ويعانون الأمرّين في تأمين طعامهم، والحصول على الدواء خاصة لمن يعانون من أمراض مزمنة كالسكر والربو والضغط، كون رواتبهم لم تسلّم لهم على مدى 8 أشهر، ناهيك عن حال أسرهم في بلدانهم. ويطالب العمال بصرف رواتبهم المتأخرة وإعطائهم تأشيرة خروج نهائي ليتمكنوا من السفر الى بلدانهم. وبيّنوا أنهم يعيشون بلا كهرباء منذ حوالى الشهر بعد أن قامت شركة الكهرباء بقطع التيار مطالبة بسداد مبلغ الفاتورة (6800 ريال) تبرع فاعل خير بتسديد نصفه، ولا زالت شركة الكهرباء تطالب بسداد المبلغ المتبقي لإعادة التيار، كما يعانون مع الماء بسبب عدم وجود كهرباء تمكنهم من سحب المياه الى الخزانات. وأضافوا: إن المبنى مستأجر وبقي شهر واحد على عقده، وما يخشونه أن يجدوا أنفسهم في الشارع بإنتهاء العقد، ولا يدرون حينها إلى أين يذهبون!؟ ليلنا على ضوء الشموع بداية تحدث محمد زين بصفته مسؤولا عن العمال موضحا أن البيت لا توجد به كهرباء وبالتالي يستخدمون الشمع في الإنارة، وما يخشونه أن يتسبب ذلك في حريق أثناء نومهم فيحدث ما لا يحمد عقباه. تسوّل لشراء الدواء سيف الاسلام (أحد العمال) يعاني من مرض السكر والذي ارتفع ذات يوم الى قرابة الأربع مئة، وهو يعاني كثيرا في كيفية الحصول على الدواء، مفيدا بأنه يضطر في كثير من الأحيان إلى التسول عند الإشارات المرورية ليؤمن ما يشتري به الدواء. أسرتي في الهند تنتظرني بدوره إشتكى أمير حسين بأن اولاده وأبويه في الهند يعتمدون بعد الله على ما يرسله لهم من مال على محدوديته، ولكنه لم يعد قادرا على ذلك في ظل توقف راتبه منذ 8 أشهر، وقال إنه أراد إدخال ابنه المدرسة، ولكنه لم يستطع لارتفاع الرسوم مع توقف راتبه. نخشى أن نجد أنفسنا في الشارع ويتطرق سليم انصر إلى مشكلة أكبر قائلا: «بنهاية الشهر الحالي سوف يحل موعد دفع القسط الثالث من إيجار المبنى، وما نخشاه أن نجد أنفسنا في الشارع او أسفل أحد الجسور إذا لم يتم الدفع». واضاف: الشركة تطلب من كل عامل مبلغ ثلاثة آلاف ريال لتسليمنا الاقامات، وقد رفعنا الأمر الى مكتب العمل وشرحنا له كامل التفاصيل عن قضيتنا، وما نزال ننتظر الفرج. الشركة .. لا أحد يجيب «المدينة» أجرت عدة إتصالات على هاتف مدير الشركة التي يعمل بها هؤلاء العمال، ولكنه لم يرد على إتصالاتنا على مدار أسبوع كامل، وبالتالي اكملت (المدينة) إجراءات النشر لتوافق زمن الحدث. “حقوق الإنسان”: لا بد من المعالجة لدواع إنسانية وأمنية تعليقًا على هذه القضية قال معتوق الشريف عضو هيئة حقوق الانسان: المسؤولية تقع على كاهل مكتب العمل وهو المفترض ان يتواصل مع مدير الشركة ويتخذ إجراءات صارمة لحل هذه المشكلة وضمان عدم تكرارها مرةً أخرى، خاصة وأن وضع العمالة بهذا الشكل يشكل هاجسًا أمنيًا لأنهم سوف قد يفعلون أي شيئ للحصول على المال، ناهيك عن الجانب الإنساني في هذه القضية. بدوره قال عبدالمحسن النهدي الناشط الحقوقي والذي كان وراء ابلاغنا بالقضية: ذات يوم جاءني أحد العمال طالبًا مني أن أترجم له ما كتب في إحدى الصحف عن قضيتهم، فتوجهت معه الى مقر سكنهم، لأجد ما يندى له الجبين، وجدتهم بلا كهرباء ولا ماء وآثار الجوع على وجوههم!!. وأضاف: وجهتهم الى الجهة المعنية، وقمت بدعوة جهات إسلامية الى مقر سكنهم لإعطائهم محاضرات دينية وبعض فاعلي الخير لتقديم ما يساعدهم في هذه الظروف.