يشكو سكان حي الهنداوية جنوب محافظة جدة مما يعانيه المركز الصحي في الحي من إهمال وبالتالي سوء خدماته كونه في مبنى مستأجر منذ سنوات يضيق بمراجعيه في بعض الأوقات. وقالوا إن مشاهد الغبار الذي يكسو مدخل المركز يغني عن كل حديث، ناهيك عن الصيدلية التي تم وضعها في «حوش المبنى» والتي هي عبارة عن هنجر وتم عمل فتحات صغيرة جدًا به من أجل مناولة الأدوية للمرضى، كما أنها تعاني من نقص الأدوية وكثيرا ما يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على الشراء من الصيدليات الخارجية، وبعضهم لا يملك ثمنها الباهظ. كما تحدثوا عن قصور واضح في عدد من التخصصات التي يحتاجها المركز، فضلا عن صعوبة التنقل داخل المبنى المكون من عدة طوابق دون مصعد، خصوصًا كبار السن الذي لا يستطيعون الصعود عبر السلالم إلى العيادات الموجودة بالطوابق العلوية، بالإضافة إلى أن الحي الذي يوجد فيه المركز يعاني من سوء خدمات النظافة حيث تتكدس النفايات بجواره مما يزيد من عوامل التلوّث مع الأخذ في الاعتبار تراكم الغبار والأتربة على الجدران. ويؤكد المتحدثون ل «المدينة» أن الوضع في المركز الصحي يشير إلى أنه يعيش في وضع غير صحي، فالقطط تتواجد داخله وعدادات وأسلاك الكهرباء مكشوفة بحيث يمكن أن يحدث ما لا يحمد عقباه في أي لحظة. أين مكتب المدير؟ بداية التقينا «ابو عبدالله» وهو يهم بالصعود عبر السلالم إلى مكتب المدير في الطابق العلوي، وقد شكا من عدم توفر مصعد يسهل التنقل بين طوابق المركز كونه رجلا طاعنا في السن (في العقد السابع)، حيث قال: «أين مكتب المدير؟ لقد تعبت من صعود السلالم ولم أعثر عليه حتى الآن». وأضاف: «أنا شخص مريض وأجد صعوبة في التنقل بين أقسام المركز، ناهيك عن الصعود إلى مكتب المدير في الدور الرابع». وفي ما يخص توفرالأودية أجاب ابو عبدالله: «بعض الأدوية للأمانة تكون متوفرة والبعض الآخر لا يكون موجودا ونضطر لشرائه من الصيدليات التجارية، وهناك مرضى لا تساعدهم ظروفهم المالية على الشراء، فماذا يفعلون؟». مبنى غير مؤهل بدوره قال يعقوب الشمراني: «الخدمات سيئة والمبنى ضيّق، واستغرب وجود مركز صحي في هكذا منطقة شعبية تفتقر إلى أبرز مقومات النظافة». ولم يخف امتعاضه من عدم توفر الأكسجين الكافي داخل المبني بسبب ضيقه، مما يضاعف معاناة المرضى خصوصًا الذين يعانون من الربو، وقال: «وجود المركز في منطقة تعج بالغبار بالإضافة إلى قلة الأكسجين يؤدي إلى سوء حالة المرضى». وختم الشمراني حديثه ل «المدينة» مطالبا بنقل المركز من هذا المبنى المتهالك والذي تم استئجاره قبل حوالي عشر سنوات. باداوود: التقارير تؤكد توفر الأدوية ومكتبي مفتوح لأي شكوى أوضح مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداوود أنه تم تأمين قطعة أرض لإنشاء مركز صحي مثالي لحي الهنداوية بالاتفاق مع أحد المقاولين، وذلك بعد إنهاء إجراءات شرائها بالتعاون مع أمانة المحافظة ووزارة المالية. وبين أن المباني المستأجرة للمراكز الصحية خصوصًا في جنوبجدة وعددها 23 مبنى عليها العديد من الملاحظات والمآخذ، مشيرا إلى أن المباني التي من الممكن استئجارها في حي الهنداوية جميعها على نفس شاكلة المبنى الحالي، وهذا يعود إلى كون المنطقة قديمة في الأساس، حتى عملية توفير قطعة أرض للبناء عليها أمر ليس بالسهل. ولفت إلى أنه تم تأمين 18 قطعة أرض، تم تسليم 8 منها بالفعل للمقاول للبدء في إنشاء مراكز صحية في مبانٍ حكومية، وتبقى 10 قطع قيد التسليم. وردًا على سؤال «المدينة» عن نقص التخصصات، أجاب: المراكز الصحية لم يتم إنشاؤها لتوضع فيها تخصصات، وإنما أنشئت من أجل الرعاية الصحية الأولية، ويتم من خلالها توفيرأطباء في طب الأسرة والمجتمع والأسنان. وعن ما ذكره الأهالي بشأن نقص الأدوية في صيدلية المركز الصحي، أوضح د. باداوود «احتياجات المراكز للأدوية يتم تحديدها من خلال لجنة وزارية تضم العديد من الاستشاريين، ومكتبي مفتوح لأي مريض يشتكي من نقص الأدوية لأن التقارير الواردة إلينا تقول بأن جميع الأدوية متوفرة».