أعاد مجموعة من عُمد الأحياء بجدة ذكرى فن «الصهبة» العريق إلى الحياة، وهو الفن الحجازي الأصيل الذي أصبح شبه مندثر بسبب قلة الذين يؤدونه من الفنانين الرواد المختصين وبالذات في مكةالمكرمةوجدة، وأيضًا بسبب عدم معرفة الفنانين اليوم بهذا اللون، حتى المطربين المعروفين على الساحة لا يعرفون كيفية آدائه. عُمد الأحياء الذين قرروا إعادة إحياء هذا الفن العريق، أقاموا مساء يوم الخميس الماضي حفلًا مميزًا لإحياء فن «الصهبة»، وذلك تلبية لدعوة عمدة حي الشام والمظلوم، لاستعادة الموشحات والأهازيج التي يمتاز بها فن «الصهبة». الحفل أقيم في وسط البلد بجدة، وقد اكتظت الساحة المعدة للاحتفالية في منطقة جدة التاريخية بحضور معظم عُمد حارات جدة الذين تفاعلوا مع الوصلة المخصصة لفن «الصهبة»، والتي امتدت لساعتين متواصلتين، قدموا خلالها مجموعة من الأغنيات والقصائد التي تجسّد هذا اللون الفني الحجازي الأصيل. وقد امتد الحفل إلى منتصف الليل، وقُدمت في الختام بعض الأكلات الحجازية للحضور، لتكتمل وتنتهي الليلة بالمذاق البلدي الحجازي، بعد ان بدأت بالصوت البلدي وفي وسط البلد. الحفل أقامته جمعية الثقافة والفنون بجدة، وشهد حضور عدد من المثقفين والإعلاميين، منهم: الدكتور عبدالله مناع، والفنان التشكيلي عبدالله إدريس، وعضومجلس إدارة نادي جدة الأدبي السابق الدكتور سامي مرزوقي، وعمدة المصورين الشريف عيسى عنقاوي، والكاتبة نبيلة محجوب، والدكتورة سعاد جابر، والشاعر الغنائي فؤاد ينبعاوي، ومدير فرع جمعية الثقافة والفنون بجدة عبدالله التعزي، وأعضاء الجمعية، وعدد من الإعلاميين. كما حضر الحفل مجموعة من الأجانب من الجنسيات الألمانية والكندية والهندية والذين عبّروا عن إعجابهم بما سمعوه من فن «الصهبة». وقد أشاد جميع الحضور بما تم تقديمه من فنون «الصهبة»، وأكدوا أن إعادة إحياء الألوان الفنية القديمة هو أمر مطلوب من أجل تعريف الأجيال الجديدة بهذه الألوان الأصيلة والتي هي على وشك الاندثار.