قد يعرف منصور ضو، القائد السابق للحرس الثوري الليبي، بأنه «الصندوق الأسود» لبعض أحلك أسرار ليبيا وخبايا نظام الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، الذي لازمه، منذ كان أكثر قادة العالم خشية وحتى اضطر للبحث عن القوت والاختباء في الأماكن المهجورة بمسقط رأسه «سرت» قبيل مقتله. وقد يوفر ضو، باعتباره واحدًا من المسؤولين الأمنيين للقذافي، الذي بقي إلى جانبه حتى الساعات الأخيرة لحياته، مشاهدات فريدة للسقوط المدهش لأطول زعماء أفريقيا حكمًا. ووصف ضو، في مقابلة مع CNN اللحظات الأخيرة للقذافي، قائلًا: كان قلقا للغاية ومتوترًا.. ربما لأنه كان خائفًا... أراد العودة إلى بلدته، ربما أراد الموت هناك أو قضاء لحظاته الأخيرة بها». وأصبح القذافي تواقًا للسفر إلى بلدة «الجرف» - مسقط رأسه - وتبعد 20 كيلو مترًا غربي سرت، في رحلة تخوف ضو من أنها «انتحارية». وأوضح ضو أن العقيد الراحل قضى أيامه الأخيرة في الكتابة وقراءة كتب كدسها في حقائبه، وأصبحت عندها تصرفاته غير متوقعة. وتحدث المسؤول الأمني السابق لطاقم الشبكة خلال مقابلة استمرت ساعة في داخل مركز احتجازه بمدينة «مصراتة» عن رحلة فرارهم الفوضوية من مسقط رأس القذافي وحتى مهاجمة الناتو للموكب وهرب بعدها القذافي مشيًا على الأقدام عبر أنبوب مجاري حيث قبض عليه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، وقتل لاحقًا في ظروف لا تزال تفاصيلها ضبابية.