وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، بإعادة طباعة كتاب (طبقات الحنابلة) في ثلاثة أجزاء، على نفقة سموه الخاصة. ويأتي هذا التوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ضمن اهتمامه بتأصيل الدين في حياة المجتمع السعودي، ونشر تعاليم الإسلام وسماحته، وتشجيعًا لطلاب العلم، حيث لقي هذا الكتاب إقبالًا منقطع النظير من قبل القراء وبخاصة في معارض الكتاب داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. حيث يعتبر طبقات الحنابلة من أمهات الكتب في مجاله، وقد حظي بالتحقيق وضبط النص وتخريج الأحاديث، وسبق لدارة الملك عبدالعزيز أن أعادت طباعته بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية. حيث جاء كتاب طبقات الحنابلة (3 أجزاء)، تأليف القاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى الفرَّاء البغدادي الحنبلي (المتوفى 526ه)، ويعد أول كتاب كاملًا لتراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله -، وقد أشاد به العلماء ووصفوه بأنه أجود كتب المؤلف؛ الذي كان من علماء القرن الخامس وأول القرن السادس الهجريين. ويتميز الكتاب بأن المؤلف صنف الطبقات الستة لعلماء الحنابلة على حروف المعجم حتى يسهل على العلماء وطلاب العلم البحث فيه، ويشتمل على سبعمائة وسبع من التراجم، وهي لأغلب أصحاب الإمام (أحمد) حتى زمن المؤلف، حيث بُدئت بترجمة أحمد بن إبراهيم الدروقي (168-246ه) وخُتمت بترجمة طلحة العاقولي، المتوفى سنة (512ه). وتأتي إعادة طباعة كتاب (طبقات الحنابلة) في ثلاثة أجزاء، ضمن سعي (دارة الملك عبدالعزيز) إلى إغناء المكتبة التاريخية بسلسلة من النشر الأصيل، وذلك لما تنتجه المكتبة التاريخية من كتب موثوقة تعزز القيم الوطنية وتربطها بالعقيدة الإسلامية والتي قامت عليها الدولة السعودية وبها تعتز وتستمر. وفي اهتمام دائم من الدارة بالكتاب الشرعي الأصيل وأمهات المؤلفات في منهج السلف الصالح، وفي سير من الدارة وفق هذا المنهج في سياساتها نحو صناعة الكتاب، وإثراء تواجده، وتأكيد أدواره العلمية في المشهد الثقافي والمعرفي، إلى جانب أنها أولت النشر العلمي اهتمامًا كبيرًا، حيث بلغت إصداراتها أكثر من (300) إصدار في نطاق اهتمامها وهي تتضمن رسائل علمية أكاديمية متميزة في تخصصها، وكتبًا مترجمةً من اللغة العربية وإليها ومؤلفات جديدة، وكذلك اهتمام الدارة بإعادة طباعة الكتب النادرة بما يثري مكتبة تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية وينشر المآثر الفكرية الإسلامية بصفة عامة.