أصدر صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز توجيهاته لدارة الملك عبدالعزيز بإعادة طبع عدد من الكتب الشرعية -على نفقة سموه الخاصة - تزامناً مع ما سبق أن تكفل بطبعه في مناسبة الاحتفاء بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية. وأوضح معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري أن هذه الكتب لقيت إقبالاً كبيرا من قبل القراء، وكانت محل طلب في معارض الكتب الدولية التي شاركت فيها الدارة، مما أدى إلى نفادها في وقت قصير؛ وهو ما استدعى إعادة طباعتها. وأضاف: (إن دارة الملك عبدالعزيز تحظى برعاية ودعم سمو أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الدارة, فهو لا يألو جهداً في تعزيز مكانتها العلمية والنهوض بها، وما توجيهه - حفظه الله - الدارة بطباعة هذه الكتب القيمة في مجالها وكذا الكتب المتعلقة بالنشاط العلمي المصاحب للاحتفاء بمرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية إلا انعكاس لهذا الاهتمام بدور الدارة في إثراء المعرفة التاريخية والإسهام في حركة النشر وذلك بإعادة طباعة أمهات الكتب وهو يعد استجلاء للموروث العلمي المدون والمآثر الفكرية الإسلامية والعربية). وأفاد أن عدد الكتب ستة من أمهات الكتب في مجالها، وحظيت بالتحقيق وضبط النص وتخريج الأحاديث، وهي: الكتاب الأول: كتاب الآداب الشرعية (3 أجزاء)، تأليف الإمام الفقيه المحدث أبي عبدالله محمد بن مفلح المقدسي (ت 763ه) ويشتمل على جملة كثيرة من الآداب الشرعية والمصالح المرعية. والكتاب زاخر بالأصول العظيمة في الاعتقاد والأخلاق والفضائل النفيسة الفردية منها والاجتماعية ، وقد احتوى على نقول عديدة من كتب نفيسة، منها كتاب (الفنون) لابن عقيل الحنبلي، و(الرعاية الكبرى) لابن حمدان، و(المستوعب) لمحمد بن عبدالله السامري، وغيرها ، وقسم الكتاب إلى فصول متعددة، احتوت معلومات في علوم الفقه، والمعاملات، والقرآن، والحديث، واللغة العربية، وآداب السلوك العامة، وهناك فصول اختصت بالمصحف، والتداوي، والطب والعلاج، وخواص بعض المأكولات، وعمارة المساجد. الكتاب الثاني: كتاب طبقات الحنابلة (3 أجزاء) للقاضي أبي الحسين محمد بن أبي يعلى الفرَّاء البغدادي الحنبلي (ت 526ه)، ويعد أول كتاب كامل لتراجم أصحاب الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-، وقد أشاد به العلماء ووصفوه بأنه أجود كتب المؤلف؛ الذي كان من علماء القرن الخامس وأول القرن السادس الهجريين. ويتميز الكتاب بأن المؤلف صنف الطبقات الستة لعلماء الحنابلة على حروف المعجم حتى يسهل على العلماء وطلاب العلم البحث فيه، ويشتمل على سبعمئة وسبع من التراجم وهي لأغلب أصحاب الإمام أحمد حتى زمن المؤلف، حيث بُدئت بترجمة أحمد بن إبراهيم الدروقي (168-246ه) وخُتمت بترجمة طلحة العاقولي (المتوفى سنة 512ه). الكتاب الثالث: كتاب جامع العلوم الحكم (جزآن) تأليف الإمام الحافظ الفقيه زين الدين أبي الفرج عبدالرحمن ابن شهاب الدين البغدادي ثم الدمشقي الشهير بابن رجب (ت 795ه)، ويتضمن الكتاب شرح خمسين حديثاً منتقاة من جوامع الأحاديث النبوية الشريفة، تندرج تحتها معان كثيرة في ألفاظ قليلة، وهي مما خص الله به رسوله صلى الله عليه وسلم. وأصل هذا الكتاب ستة وعشرون حديثاً جمعها الإمام أبو عمرو عثمان بن موسى الشهرزوري الشهير بابن الصلاح، وزاد عليها الإمام النووي تمام اثنين وأربعين حديثاً، وسمى كتابه الأربعين، ثم إن الحافظ ابن رجب ضم إلى ذلك كله ثمانية أحاديث من جوامع الكلم الجامعة لأنواع العلوم والحكم، فبلغت خمسين حديثاً. الكتاب الرابع: كتاب عرش الرحمن وما ورد فيه من الآيات والأحاديث (جزآن)، تأليف شيخ الإسلام ابن تيمية، وأصل الكتاب فتوى وجوابها لشيخ الإسلام أحمد ابن تيمية عن العرش وهل هو كرسي أم لا؟ وعما قيل من كونه هو الفلك التاسع عند أهل الهيئة، وكيف يتفق ذلك مع صفة العلو لله والاستواء على العرش؟ وقد أجاب الشيخ -رحمه الله- إجابةً مفصلةً مدعمةً بما ورد في العرش من الآيات والأحاديث. تلا ذلك مجموعة من الرسائل والمسائل في شؤون العقيدة. الكتاب الخامس: كتاب مجموعة الحديث(جزآن)، المعروف بمجموعة الحديث النجدية، وتشتمل على عدد من الكتب والرسائل لعدد من العلماء، وهي كتاب (الأربعون النووية) للإمام النووي، (العمدة في الأحكام) للحافظ المقدسي، (أصول الإيمان) للشيخ محمد بن عبدالوهاب، (فضل الإسلام) للشيخ محمد بن عبدالوهاب، (الكبائر) للشيخ محمد بن عبدالوهاب، (نصيحة المسلمين بأحاديث خاتم المرسلين) للشيخ محمد بن عبدالوهاب، (رسالة الصلاة) للإمام ابن القيم، (الوابل الصيِّب من الكلم الطيب) للإمام ابن القيم. الكتاب السادس: كتاب المغني (15جزءاً)، لموفق الدين أبي محمد عبدالله بن قدامة المقدسي الحنبلي، وجاء تأليف الكتاب شرحاً وإيضاحاً لمختصر أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي الذي جمع فيه الأحكام على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، وقد طبع طبعات متعددة بعضها أضيف إليه بعض الشروح، ثم صدر مستقلاً في تسعة أجزاء، وقد اعتمد المحققان على هذه الطبعة، وأخرجا هذا الكتاب بعد دراسته وتحقيقه في طبعة جديدة في خمسة عشر جزءاً، كان آخرها خاصاً بفهارس الكتاب. وكتاب المغني موسوعة في الفقه المقارن لم يكتف صاحبه بشرح المختصر، وتفريع أبوابه، وذكر فصوله، وتحرير مسائله، والتدليل لها، وإنما اقترب من الإحاطة بمذاهب الفقهاء واستدلالاتهم، وقارن بينها، واحتج لمذهب إمامه، ووفَّى كل اجتهاد حقه من بسط قوله وإيضاح دليله. تجدر الإشارة إلى أن إصدارات الدارة بلغت أكثر من 300 إصدار في نطاق اهتمامها تتضمن رسائل علمية أكاديمية متميزة في تخصصها، وكتباً مترجمةً من اللغة العربية وإليها ومؤلفات جديدة، وتولي الدارة كذلك اهتماماً بإعادة طباعة الكتب النادرة بما يثري مكتبة تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية ونشر المآثر الفكرية الإسلامية بصفة عامة.