في سعي من (دارة الملك عبدالعزيز) إلى إغناء المكتبة التاريخية بسلسلة من النشر الأصيل التي تنتج كتبًا موثوقة تعزز القيم الوطنية وتربطها بالعقيدة الإسلامية والتي قامت عليها الدولة السعودية وبها تعتز وتستمر. وفي اهتمام من الدارة دائم بالكتاب الشرعي الأصيل وأمهات المؤلفات في منهج السلف الصالح، وفي سير من الدارة وفق هذا المنهج في سياساتها نحو صناعة الكتاب، وإثراء تواجده، وتأكيد أدواره العلمية في المشهد الثقافي والمعرفي، إلى جانب أنها أولت النشر العلمي اهتمامًا كبيرًا، حيث بلغت إصداراتها أكثر من (300) إصدار في نطاق اهتمامها وهي تتضمن رسائل علمية أكاديمية متميزة في تخصصها، وكتبًا مترجمةً من اللغة العربية وإليها ومؤلفات جديدة، وكذلك اهتمام الدارة بإعادة طباعة الكتب النادرة بما يثري مكتبة تاريخ المملكة العربية السعودية وتاريخ الجزيرة العربية وينشر المآثر الفكرية الإسلامية بصفة عامة. وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، بإعادة طباعة كتاب (الآداب الشرعية) في ثلاثة أجزاء، على نفقة سموه الخاصة. حيث جاء كتاب الآداب الشرعية (3أجزاء)، تأليف الإمام الفقيه المحدث أبي عبدالله محمد بن مفلح المقدسي (المتوفى 763ه)، ويشتمل على جمل كثيرة من الآداب الشرعية والمصالح المرعية، التي يحتاج إلى معرفتها كل عالم عابد بل كل مسلم، وقد سبق مؤلف هذا الكتاب الكثير من العلماء الذين ألفوا في هذا الموضوع وهذه المعاني، وقد جاء المؤلف بعدهم، فاستفاد ممن قبله، وزاد عليهم الكثير من الفوائد، وتفرد بالكثير من المسائل الفقهية. ويعد الكتاب زاخرًا بالأصول العظيمة في الاعتقاد والأخلاق والفضائل النفيسة؛ الفردية منها والاجتماعية التي تحقق لمن يعمل بها طهارة الروح وصحة العقل والبدن، وقد احتوى على نقول عديدة من كتب نفيسة، لعل أعظمها: كتاب (الفنون) لابن عقيل الحنبلي، و(الرعاية الكبرى) لابن حمدان، و(المستوعب) لمحمد بن عبدالله السامري، إلى غير ذلك من المصنفات النافعة، وقسم الكتاب إلى فصول متعددة، احتوت معلومات في علوم الفقه، والمعاملات، والقرآن، والحديث، واللغة العربية، وآداب السلوك العامة، وهناك فصول اختصت بالمصحف، والتداوي، والطب والعلاج، وخواص بعض المأكولات، وعمارة المساجد. ويأتي هذا التوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، ضمن اهتمامه بتأصيل الدين في حياة المجتمع السعودي، ونشر تعاليم الإسلام وسماحته، وتشجيعًا لطلاب العلم، حيث لقي هذا الكتاب إقبالًا منقطع النظير من قبل القراء وخاصة في معارض الكتاب في داخل المملكة العربية السعودية وخارجها. والذي من أمهات الكتب في مجاله، وقد حظي بالتحقيق وضبط النص وتخريج الأحاديث، وسبق لدارة الملك عبدالعزيز أن أعادت طباعته بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية.