تشهد أسواق الذهب والمجوهرات في الفترة الحالية حالة من الركود والخمول في عملتي البيع والشراء، وعزا متعاملون في سوق الذهب بالباحة الركود إلى انتهاء موسم الصيف، وقلة حفلات الزواج التي تعمل على انعاش السوق، مشيرين إلى أن هناك حالة من الانتظار والترقب لعودة الحركة والنشاط مع بداية عيد الأضحى، الذي يعيد الانعاش إلى السوق على كافة المستويات. واعتبر متعاملون في السوق أن تذبذب أسعار الذهب عالميًا انعكس على السوق المحلية، فمن يمتلك الذهب «استثمارًا» يؤجل عملية البيع أملاً في زيادة الأسعار، وعلى الطرف الآخر فإن المشترين يأجلون عمليات الشراء، لا سيما المشترين بغرض الاستثمار ترقبًا لحدوث تراجع أو على أقل تقدير ثباتًا في الأسعار يضمن لهم تحقيق عائد من عملية الشراء، مؤكدين في الوقت نفسه أن الذهب وعلى الرغم من عدم الثبات وتذبذب الأسواق سعريًا يظل هو الاستثمار الآمن لمعظم الأسر. *إكسسوارات تقليدية ويقول فيصل يحي «تاجر مصوغات»: إن سوق الذهب تعاني من الركود وتوقف عملية الشراء إذ تراجع عدد الحفلات و المناسبات بعد عيد الفطر، ولكن قد يكون هناك انتعاش مع اقتراب موسم عيد الأضحى إلا أن التذبذب في الأسعار بين الارتفاع والانخفاض يجعل الكثير يأجلون الشراء، مشيرًا إلي أن هذا الارتفاع سيسبب أزمة مالية إذا استمر على هذا الحال. وأضاف: هناك شريحة من المواطنين والمقيمين اتجهوا إلى الحلي البديلة هربًا من الارتفاع الكبير لأسعار المشغولات الذهبية، وأصبحت الإكسسوارات والمشغولات الفضية المطلية بطبقة رقيقة من الذهب حلولاً مفضلة تستعين بها النسوة في الاحتفالات والمناسبات المختلفة، بينما يبقى الذهب عنصرًا أساسيًا في تجهيز العروس في مناسبات الزواج. ويشير صالح محمد «صاحب محل ذهب» إلى أن هناك ظاهرة بيع الذهب منتشرة خلال هذه الأيام، وذلك بمجرد أنهاء مراسم الزواج ومناسبات الاحتفالات، وذلك بسبب الديون التي تتفاقم على الزوج بعد الزواج، فيضطر لبيع الذهب، مضيفًا أن هناك انحسارًا كبيرًا وقلة إقبال من المشترين على الشراء، وأن عدد المشترين لا يمثل 5% من العدد سابقًا بسبب الغلاء، ولعدم وجود مناسبات وأصبحت محلات الذهب تتحمل أعباء العمالة وإيجارات المحلات بسبب تراجع عمليات البيع. ويقول أحد المختصين في سوق الذهب»فضل عدم ذكر اسمه»: أن أسعار الذهب قد تنخفض فترات ثم تعود في الارتفاع وذلك يعود لارتفاع أسعار النفط، مشيرًا إلى أن هناك تدني في مبيعات الذهب في منطقة الباحة؛ بسبب عدم الإقبال، مما أثر على حركة الشراء في المقابل، وهناك إقبال على بيع الذهب في ظل الارتفاع، وهذا من الخطأ الفادح فمن المفترض أن يكون هناك إدخار لسلعة خاصة أنها لاتبلى وليس لها وقت محدد، كما أن بيع الذهب في هذه الأيام يؤثر على المخزون وتتركز تجارة الذهب والمجوهرات في منطقة الباحة في مواقع محدودة، حيث تنتشر عدد من محلات الذهب في وسط المدينة، بالإضافة إلى انتشار محدود بالمراكز التجارية الحديثة بمحافظة بلجرشي والمخواة. *تراجع أسعار وبيع من جهته يرى سعد علي « بائع ذهب « أنه من الصعب شراء الذهب في هذه المرحلة، خاصة مع هذا الارتفاع الذي يشكل عبئًا كبير، كما أن أعداد مرتادي أسواق الذهب قليل جدًا ، مشيرًا إلى أن هذا التراجع سبب ركودًا في حركة البيع والشراء. وهذا الأمر شبه اعتيادي بعد انتهاء موسم الإجازة وعيد الفطر، إلا أن هناك حالة عودة مع بداية عيد الأضحى، إذ يبدأ السوق في استعادة عافيته مرة أخرى. ويقول عبدالله صالح بائع ذهب «إن أسعار الذهب تراجعت في الأيام القليلة الماضية، فقد انخفض سعر الجرام إلى 190 ريالاً لعيار 21 بعد أن وصل إلى 220 ريالاً للشراء، وللبيع 170 ريالاً بعد أن وصل إلى 220 ريالا. وأكد صالح أن السوق المحلي يشهد حاليًا حالة من الارتباك في العرض والطلب لأن المستهلك الذي يرغب في بيع المشغولات القديمة ويعلم بالارتفاعات المتتالية في أسعاره يمتنع عن البيع؛ أملاً في مزيدًا من ارتفاع السعر، في نفس الوقت من يرغب في الشراء ويجد هذا الارتفاع يحجم عن الشراء انتظارًا لعودة الأسعار للانخفاض أكثر مما أدي إلي توقف سوق الذهب. أما غازي عبدالهادي «بائع في إحدى محلات الذهب» فيقول: الإقبال ضعيف جدًا إلى الذهب خلال هذه الأيام بل أشبه بالركود في أغلب الأسواق إلا المضطرين، من أصحاب المناسبات بين العيدين والمقبلين على الزواج، أو يقيمون حفلات الخطوبة، حيث يقومون بالشراء، وهذه الفئة قليلة في الفترة ما بين العيدين»الفطر والأضحى»، ويشير إلى أن الكثير من النساء اتجهن إلى شراء الإكسسوارات التقليدية، بدلاً من شراء الذهب الأصلي. ويضيف: إن المبيعات انخفضت في محلات الذهب عند معظم التجار بنسبة عالية وذلك بسبب قلة الزبائن، وكذلك ارتفاع الأسعار، الذي ساد أسواق الذهب، وصعوبة الشراء، مبينًا أن النساء يقبلن على أنواع الذهب والسلاسل الخفيفة والأطقم الصغيرة من عيار 18.