تشهد أسواق الذهب حالة من الارتباك بسبب تذبذب الأسعار العالمية، إذ وصل سعر الشراء 170 ريالا للغرام عيار 21، فيما وصل سعر البيع 144 ريالا. وأكد بائعون في السوق المحلية وجود فجوة في الشراء والبيع، إذ يعمد بعض المستهلكين التراجع عن بيع مالديهم أملا في ارتفاع الأسعار، فيما يفضل البعض تأجيل قرار الشراء آملا في ان تتراجع الاسعار العالمية التي تشهد ساعات من الاستقرار وأياما من التذبذب والارتفاع. وتراوح سعر اونصة الذهب بين، 1430,25 و 1431 دولارا بعدما كان ارتفع قبل ذلك بقليل إلى 1432,57 دولارا متخطيا رقمه القياسي السابق المسجل في بداية ديسمبر وقدره 1431,25 دولارا. وعلى الرغم من الارتفاعات المتلاحقة لاسيما بعد الأحداث التي تشهدها بعض الدول العربية، فإن المكتب الأسترالي للموارد الزراعية والاقتصادية والعلوم توقع إن أسعار الذهب يمكن أن تتراجع 20 بالمئة في وقت لاحق هذا العام وفي 2012 مع تعافي الاقتصاد العالمي وخروج المضاربين من السوق. وأوضح المتحدث الرسمي بالغرفة التجارية الصناعية بالباحة علي الرفيدي، ان ارتفاع أسعار الذهب عالميا أثرت بشكل أو بآخر على حركة الأسواق في المملكة إذ أن هناك تراجعا في الحركة. ويقول محمد علي «مسؤول مبيعات في أحد محلات الذهب بالباحة»: إن أسعار الذهب ترتبط بالأسعار العالمية سواء هبوطاً أو صعوداً وأن التاجر ليس إلا حلقة أخيرة في سلسلة البيع، نافيا أن يكون الأخير له دور في ارتفاع الأسعار من خلال المصنعية، خاصة مع قلة الطلب على الشراء، وأن هناك تراجعا في نسبة البيع بسبب عزوف الناس عن الشراء وضعف القدرة الشرائية. ويرى محمد أن هناك مجموعة من العوامل تتحكم في سوق الذهب منها المواسم والأعياد وحالات الزواج، مشيرا إلى أن ارتفاع تكاليف الزواج من المؤثرات الهامة في القدرة الشرائية. وأضاف: أسعار الذهب ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة تأثرا بالأسعار العالمية، وهذا جعل الكثير من الأسر تقلص من الشراء وادخاره كما كان يحدث في الماضي. ويقول منصور «بائع»: إن الإقبال على شراء الذهب أصبح ضعيفا خلال هذه الأيام بل أشبه بالركود في أغلب الأسواق، وزيارات الشراء فقط للمقبلين على الزواج، مشيرا إلى أن البعض يفضل الشراء حاليا قبل موسم الإجازة الصيفية التي تكثر فيها حفلات الزواج تجنبا لمزيد من ارتفاع الأسعار. ولفت منصور أن الكثير من النساء اتجهن إلى شراء الإكسسوارات التقليدية، بجانب القليل من القطع الذهبية، والاستعاضة بشراء الأطقم الذهبية المكونة من خاتم ودبلة من نفس الشكل. ويقول ثامر «تاجر مجوهرات»: إن سوق الذهب يعاني من الركود وتوقف عملية الشراء بسبب ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع انعكس على حركة السوق. وأرجع محمد عبدالله “بائع في محل لبيع الذهب والمجوهرات بمنطقة الباحة” انخفاض نسبة البيع بسبب ارتفاع الأسعار، مبينا أن كثيرا من المتردات لمحال الذهب وخاصة المقبلات على الزواج يفضلن شراء أطقم صغيرة وناعمة والتي لا تتعدى أسعارها ال 1500 إلى 2000 ريال. ويرى محمد أحمد “بائع” أنه من الصعب شراء الذهب في هذه المرحلة، خاصة مع الارتفاع الذي يشكل عبئا كبيرا. مضيفا، إن هناك تراجعا في حجم المترددين على السوق، مما قلص حجم المبيعات عند معظم التجار بنسبة عالية وذلك بسبب الغلاء الذي غزا أسواق الذهب، وصعوبة الشراء، مبينا أن النساء يقبلن على الذهب الخفيف والسلاسل والأطقم الصغيرة من عيار 18. ويقول علي أحمد “صاحب محل ذهب”: إن ارتفاع الأسعار كشف عن ظاهرة جديدة وهي لجوء البعض إلى بيع الذهب بمجرد إنهاء مراسم الزواج، وذلك بسبب الديون التي تتفاقم على الزواج، فيضطر لبيع الذهب، مضيفا: أن هناك انحساراً كبيراً وقلة إقبال من المشترين على شراء الذهب، وأن عدد المشترين لا يمثل 5% من العدد سابقا بسبب ارتفاع الأسعار، وأصبحت محلات الذهب تتحمل أعباء العمالة وأجور المحلات. من جانبه أوضح المتحدث الرسمي بالغرفة التجارية الصناعية بالباحة علي الرفيدي، ان أسعار الذهب في ارتفاع مستمر. وأشار الرفيدي إلى أن هناك تراجعا في مبيعات الذهب في منطقة الباحة بسبب عدم الإقبال مما أثر على حركة الشراء، وفي المقابل هناك إقبال على بيع الذهب في ظل الارتفاع، وهذا خطأ فادح فمن المفترض ان يكون هناك ادخار للسلعة، خاصة انها ليس لها وقت محدد كما ان بيع الذهب في هذه الأيام يؤثر على المخزون.