خيبت أسعار الذهب والمجوهرات آمال الكثير من التجار الذين كانوا يتوقعون زيادة في حركة البيع والشراء خلال شهر رمضان وإجازة العيد، بعدما سجلت أسعار الذهب أرقاما قياسية عالميا تخطت حاجز ال 1055 دولارا للمرة الأولى، الأمر الذي أدى إلى عزوف كثير من المستهلكين عن الشراء، بانتظار تراجع ما في الفترة المقبلة. إلا أن تجار الذهب توقعوا استمرار الأسعار في مستوى 1050 دولارا للأونصة خلال ما تبقى من العام 2009 مستندين في ذلك إلى توقعات مجلس الذهب العالمي. وقال علي صالح باطرفي عضو لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة جدة: إن هناك ارتفاعا في أسعار الذهب عالميا مقابل انخفاض كبير في إقبال المشترين، بسبب هذا الارتفاع الذي وصل إلى 155 دولارا للأونصة أي ما يعادل 127 ألف ريال للكيلو. وأكد أن الأسعار المرتفعة، إضافة إلى حالة الركود تسببتا في خسائر كبيرة للتجار، بسبب توقف حركة البيع والشراء، مشيرا إلى أنه رغم زيادة المعروض في السوق المحلية، فإن هناك ركودا شديدا تشهده الأسواق. ورغم ذلك عبر عن تفاؤله الشديد بانتعاش أسواق الذهب خلال إجازة الحج، بسبب زيادة أعداد الزيجات، مشيرا إلى أن الإقبال على الشراء يحصل عادة قبل عيد الأضحى المبارك بفترة بسيطة، بسبب استعداد بعض الأسر لتزويج أبنائهم خلال إجازة العيد، معتبرا أن موسم الزواج في عيد الأضحى هو مكمل لموسم الزواج الأول الذي يبدأ عادة في عيد الفطر المبارك. من جانبه، توقع مدير مجلس الذهب العالمي في السعودية بشر دياب، زيادة مبيعات الذهب في الفترة المقبلة على اعتبار أن موسم الحج عادة ما يشهد ارتفاعا في الطلب. مشيرا إلى أن منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا في المملكة، لم تشهد تأثيرات سلبية كبيرة على مستوى مبيعات الذهب كما حدث في أماكن أخرى من العالم، رغم انخفاض ترتيبها إلى المرتبة السابعة عالميا في الربع الأخير من العام 2008 من ناحية الطلب على المجوهرات والمصوغات الذهبية، فثقة المستهلك النهائية وقوة الاقتصاد السعودي، كان لهما الأثر الكبير في ذلك، ويشهد على ذلك تضاعف قطاع الاستثمار في قطاع التجزئة - أي المشتريات من السبائك والجنيهات الذهبية بالقطاعي - بمعدل ثلاثة أضعاف. أما محمد الغامدي (مسؤول مبيعات في إحدى شركات الذهب) فقال: لم نشهد مثل هذه الزيادة في الأسعار منذ فترة طويلة، مؤكدا أن هناك حالة من الركود غير المنطقية تشهدها الأسواق، بسبب زيادة المضاربة في الذهب بالبورصة باعتباره ملاذا آمنا للكثير من المستثمرين. وقال إن كل التقارير تشير إلى استمرار الزيادة في الأسعار خلال الفترة المتبقية من العام 2009، وطالب المستهلكين الراغبين في الشراء بالإسراع بالشراء في هذه الأيام قبل ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة الفترة المقبلة. مشيرا إلى أن أكثر الأنواع المطلوبة في موسم الأعياد الأطقم خفيفة الوزن والمكونة من قطعتين أو ثلاث على الأكثر. وقال إن هناك بعض المشغولات اختفت من السوق، مثل بعض الأساور، بينما هناك موديلات لا تزال تحتفظ بمكانتها كالعقد والسبحة وحزام الوسط الذهبي.