تشهد اسعار الذهب حالة من الارتفاع لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. إذ وصل سعر الجرام الى 150 ريالا للجرام ، بعد اضافة المصنعية التي اصبحت حائط صد امام عملية البيع، وأكد عدد من باعة الذهب ان السوق المحلي يشهد حاليا حالة من الارتباك في العرض والطلب لان المستهلك الذي يرغب في بيع المشغولات القديمة ويعلم بالارتفاعات المتتالية في اسعاره يمتنع عن البيع طمعا في مزيد من ارتفاع السعر وفي نفس الوقت من يرغب في الشراء ويجد هذا الارتفاع الجنوني يحجم عن الشراء أملاً في عودة الاسعار للانخفاض مما أدى إلى توقف سوق الذهب. ويقول عبدالله بائع في أحد محلات الذهب: إن الاقبال ضعيف جدا الى الذهب خلال هذه الايام وذلك بسبب الارتفاع المستمر ، مشيرا إلى ان العرسان المقبلين على الزواج اكتفوا بالدبلة و شراء احتياجات قليلة ، واصبح الكثير منهم يفضل شراء الاطقم المكونة من خاتم ودبلة من نفس الشكل. ويقول ثامر “تاجر مجوهرات”: إن سوق الذهب يعاني حالة من الركود وصلت حدّ التوقف والخمول في عملية الشراء بسبب ارتفاع الاسعار.. مشيراً إلى هذا الارتفاع سيسبب ازمة مالية اذا استمر الوضع على هذا الحال. ويقول علي همامي : إن اسعار الذهب ترتبط بالاسعار العالمية سواء هبوطاً أو صعوداً وان التاجر ليس إلا حلقة أخيرة في سلسلة البيع، نافيا ان يكون للبائع او المعرض دور في رفع الاسعار ، وغير صحيح انه يغالي في المصنعية لانه يريد البيع. خاصة مع قلة الطلب علي الذهب. وان هناك تراجعا في نسبة البيع بسبب عزوف الناس عن الشراء وضعف القدرة الشرائية. ويشير أحد باعة الذهب الى الظروف المادية الصعبة بسبب ارتفاع أسعار الزواج من مهر وطلبات وكذلك عزوف النساء عن اتخاذ الذهب كوسيلة للإدخار كما كان في السابق إذ قل الطلب على مصوغات الذهب. ويقول المواطن حسن حمدان : ان اسعار الذهب ارتفعت بشكل مبالغ فيه في الآونة الأخيرة.. اضافة ان اعباء الحياة اليومية والتي جعلت - حسب رأيه- الكثير من الاسر تقلص من شراء الذهب وأدخاره كما كان يحدث في الماضي. كما ان الظروف المادية لكثير من العوائل التي تريد زواج ابنتها اصبحت صعبة للغاية حيث اصبح شراء الذهب للزواج فقط وبكميات قليلة جدا وذلك بسبب ارتفاع الاسعار . وتساءل أحمد الزهراني عن سبب الارتفاعات المتتالية لأسعار الذهب؟! وطالب بمراقبة التجار ومنعهم التلاعب بالمستهلكين. من جانبها عبرت حصة صالح إحدى المقبلات على الزواج عن استيائها الشديد من ارتفاع اسعار الذهب وان كثيرا من الفتيات اصبحن يقبلن على الذهب المقلد للتزين به عوضا عن الذهب الأصلي. وأرجع أحد باعة الذهب والمجوهرات بالباحة كساد السوق، الى أن انخفاض نسبة بيع المجوهرات والتي غالبا ما تكون بسبب ارتفاع الاسعار ، خاصة سوق الذهب، مبينا أن كثيرا من المترددات على محال الذهب وخاصة المقبلات على الزواج يفضلن شراء أطقم صغيرة وناعمة والتي لا تتعدى أسعارها ال 1500 الى 2000 ريال .