تتواصل أسعار الذهب في ارتفاع تدريجي حيث وصل سعر الجرام الى 220 ريالًا للشراء 140 ريالًا للبيع، وأكد عدد من باعة في محلات الذهب ان السوق المحلي يشهد حاليا حالة من الارتباك في العرض والطلب لأن المستهلك الذي يرغب في بيع المشغولات القديمة ويعلم بالارتفاعات المتتالية في أسعاره يمتنع عن البيع طمعا في مزيد من ارتفاع السعر، في نفس الوقت من يرغب في الشراء ويجد هذا الارتفاع يحجم عن الشراء أملًا في عودة الاسعار للانخفاض، مما أدي إلى توقف سوق الذهب. ويقول حمد بائع في احد محلات الذهب بالباحة ان الاقبال ضعيف جدا خلال هذه الايام وفي الايام الماضية من شهر رمضان بل اشبه بالركود في اغلب الاسواق الا المضطرين من اصحاب الزواجات والمقبلين على حفلات الزفاف، بعد العيد حيث يسعون للحصول على هذه الاسعار، وذلك بسبب الارتفاع المستمر، ويشير الى ان الكثير من النساء اتجهن الى شراء الاكسسوارات واكتفين بشراء احتياجات قليلة من الذهب وشراء طقم مكون من خاتم ودبلة من نفس الشكل. ويضيف «بائع فضل عدم ذكر اسمه»: ان سوق الذهب يعاني من الركود وتوقف عملية الشراء بسبب ارتفاع الاسعار، مشيرًا إلى أن هذا الارتفاع سيسبب ازمة مالية اذا استمر على هذا الحال وقد تراجع الطلب على الذهب امام العديد من السلع التي تلقى رواجا في موسم العيد. أما محمد احمد «بائع» فيقول: ان اسعار الذهب ترتبط بالاسعار العالمية سواء هبوطًا أو صعودًا وان التاجر ليس إلا حلقة أخيرة في سلسلة البيع وغير صحيح انه يغالي في المصنعية لانه يريد البيع. خاصة مع قلة الطلب علي الذهب. وان هناك تراجعًا في نسبة البيع بسبب عزوف الناس عن الشراء وضعف القدرة الشرائية. ويشير احد باعة الذهب الى الظروف المادية الصعبة بسبب ارتفاع أسعار الزواج من مهر وطلبات وكذلك عزوف النساء عن اتخاذ الذهب كوسيلة للادخار، كما كان في السابق قل الطلب على مصوغات الذهب. ويقول المواطن خميس جمعان: إن أسعار الذهب ارتفعت بشكل مبالغ فيه في الآونة الأخيرة.. إضافة أن أعباء الحياة اليومية جعلت الكثير من الاسر تقلص من شراء الذهب وادخاره كما كان يحدث في الماضي. كما ان الظروف المادية لكثر من العوائل التي تريد تزويج ابنتها أصبحت صعبة للغاية، حيث اصبح شراء الذهب للزواج فقط وبكميات قليلة جدا فقط، وذلك بسبب ارتفاع اسعار الذهب وتساءل أحمد الزهراني عن سبب الارتفاعات المتتالية لأسعار الذهب؟! وطالب بمراقبة التجار ومنعهم من التلاعب بالمستهلكين وعبرت مسفرة الزهراني عن استيائها الشديد من ارتفاع اسعار الذهب وان كثيرا من الفتيات اصبحن يقبلن على الذهب المقلد للتزين به عوضا عن الذهب الأصلي. وعزا محمد عبدالله «بائع ذهب ومجوهرات» انخفاض نسبة البيع للمجوهرات والتي غالبا ما تكون بسبب ارتفاع الاسعار إلى كساد السوق، وخاصة سوق الذهب، مبينا أن كثيرا من المرتادات لمحال الذهب وخاصة المقبلات على الزواج يفضلن شراء أطقم صغيرة وناعمة والتي لا تتعدى أسعارها ال 1500 الى 2000 ريال. ويرى علي عبدالله «بائع ذهب» أنه من الصعب شراء الذهب في هذه المرحلة، خصوصا مع هذا الارتفاع الذي يشكل عبئا كبيرا. ويضيف علي: ان الذين يرتادون أسواق الذهب أعداد محدودة في ظل التراجع في المشترين خاصة اننا نعيش حالة ركود، الا ان زواجات ومناسبات ايام العيد وما بعده، قد تنعش السوق. ويقول أحد البائعين إن المبيعات تقلصت في محلات الذهب عند معظم التجار بنسبة عالية وذلك بسبب الغلاء الذي غزا أسواق الذهب، وصعوبة الشراء، مبينا أن النساء يقبلن على الذهب الخفيف والسلاسل الخفيفة والأطقم الصغيرة من عيار 18. ويشير يحيى طويران صاحب محل ذهب إلى وجود ظاهرة جديدة هي بيع الذهب بمجرد إنهاء مراسم الزواج، وذلك بسبب الديون التي تتفاقم على الزوج بعد الزواج، فيضطر لبيع الذهب، مضيفا أن هناك انحسارًا كبيرًا وقلة إقبال من المشترين على شراء الذهب، وأن عدد المشترين لا يمثل 5% من العدد سابقا بسبب الغلاء، وأصبحت محلات الذهب تتحمل أعباء العمالة وأجور المحلات بسبب تراجع عمليات البيع.