حدث موقف يستحق الإشادة به من إحدى مضيفات الخطوط البريطانية مع احد ركاب رحلة قادمة من أفريقيا إلى بريطانيا حيث كانت إحدى ركاب هذه الرحلة تجلس بجانب رجل أفريقي ,فطلبت من إحدى المضيفات بالرحلة ان تبحث لها عن مقعد غير مقعدها الذي بجوار هذا الأفريقي حيث انها ذكرت ان هذا الراكب مقرف ولاتحب الجلوس بجانبه ,وبعد بحث عن مقعد شاغر لم تجد المضيفة عن مكان شاغر في الدرجة السياحية ثم بحثت عن مكان شاغر في درجة رجال الأعمال فلم تجد فأخبرت الراكبة بالوضع ومن ضوابط الخطوط البريطانية وأنظمتها الدقيقة عدم نقل راكب من الدرجة السياحية إلى الدرجة الأولى , فأخبرت المضيفة كابتن الطائرة بالوضع فوجهها بنقل هذا الراكب الأفريقي للدرجة الأولى لوجود مكان شاغر بها ,فحضرت المضيفة للراكب وقالت له تفضل ياعزيزي للدرجة الأولى فصفق جميع ركاب الرحلة وأعجبوا بتصرف كابتن الطائرة وهذه المضيفة بعد إستياء الركاب من حركة هذه الراكبة وكبريائها وعنصريتها ,أنه تصرف يستحق الإشادة لما فيه من حكمة بالغة لتصرف هذا الكابتن وهذه المضيفة والذي يجب ان نتحلى به نحن المسلمين حيث ان شريعتنا الإسلامية حثتنا على حفظ كرامة الإنسان مهما كانت جنسيته أو ديانته أو لونه لقوله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاًِ ) الإسراء : 70 فهل نعي نحن المسلمين بصفة عامة والأمة العربية بصفة خاصة اهمية محاربة العنصرية وكل فرقه ونتمثل بتوجيهات شريعتنا الإسلامية القيمة التي كرمت بني آدم وضمنت حقوقه للتعايش فيمابينهم في ود وإحترام وبكل طمأنينة وإستقرار ونبذ كل فرقه وتشاحن هذا بين أفراد بني آدم بالعالم بأكمله فما بالك بين أفراد المجتمع الذي يعيش تحت مظلة حكومة واحدة ومدينة واحدة والسكن والعيش في حارة واحدة و شوارع وميادين وساحات واحدة لها من الذكريات الشيء الكثير والكثير راسخة في ذهن كل فرد فيه وتسير في عروقه ونموه وجسده ,أليس من الأولى أن يكونوا متحابين متآلفين ؟ اللهم في هذا الوطن اجعلنا متحابين ومتآلفين وضد كل فرقة وخلاف,اللهم من أراد الفتنة والفرقة لهذا الوطن وأهله فأشغله في نفسه اللهم آمين د. نايف بن عبدالله التويم - مكة المكرمة