يتوجب على كل مواطن في هذا البلد الأمين أن يحمد الله ويشكره على النعم التي لا تعد ولا تحصى التي أسبغها الله عز وجل على الوطن بدءًا بنعمة احتضانه للحرمين الشريفين والتشرف بخدمتهما وخدمة الحجيج والزوار والمعتمرين على مدار العام ، وليس نهاية بنعمة الأمن والاستقرار والرخاء الذي أصبح السمة البارزة لهذا الوطن الذي يحميه بعد العناية الإلهية قادة مخلصون حكمةً وصوابًا، وجنود متأهبون عزة وفداءً، ومواطنون صالحون ولاءً وانتماءً في إطار من الترابط والتواصل والشراكة التي تنشد النهوض بهذا الكيان الشامخ إلى المكانة التي يستحقها على الخريطة العقدية والسياسية والاقتصادية للعالم . لذا فعندما يعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز- يحفظه الله- عن إقرار أضخم ميزانية في تاريخ المملكة خلال ترؤسه لجلسة مجلس الوزراء أمس رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على اقتصاديات دول العالم ككل، ورغم أجواء الاضطرابات الأمنية التي تمور بها المنطقة العربية تحت مسميات مختلفة تحمل في طياتها العديد من التحديات والتهديدات، رغم ذلك كله استطاعت المملكة أن تؤكد على متانة اقتصادها وقدرته على امتصاص الأزمات وتخطيها من خلال الإعلان عن تلك الميزانية التي حملت أرقامها آمالاً جديدة في الارتقاء بالمواطن السعودي معيشة وتعليمًا وتأهيلاً إلى أرقى المستويات العالمية. لقد أكدت أرقام الميزانية التاريخية للعام الجديد بتركيزها على القطاعات الخدمية، وفي مقدمتها قطاعات التعليم والصحة والإسكان التي استحوذت على النسبة الأكبر من مخصصات تلك الميزانية، على أن الهم الأكبر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين توفير الحياة الحرة والعيش الكريم للمواطن وتلبية كافة احتياجاته، وتعزيز مناعته في مواجهة محاولات زرع الفتن التي تبذلها جهات خارجية مغرضة لزعزعة الأمن والاستقرار اللذين يعتبران ركيزتين هامتين في التقدم الاقتصادي وتسريع عجلة التنمية. يمكن القول دون أدنى مواربة أن ميزانية هذا العام بأرقامها الفلكية غير المسبوقة، تؤكد على صحة المنهج وسلامة النهج، وأن مسيرة الخير والنماء والعطاء السعودية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين في هذه المرحلة الدقيقة تسير نحو أهدافها المرسومة متمسكة بالقيم والثوابت، ومتسلحة بالإيمان والوحدة وأدوات النهوض والتقدم.