مثيرو الفتن الذين ينقادون وراء أبواق الدعاية التي تروجها جهات خارجية مغرضة والذين يظهرون بين الفينة والأخرى في محافظة القطيف بتأثير تلك الدعاية وسمومها في محاولات يائسة لتعكير صفو الأمن في هذا الوطن الأمين وتعريض حياة المواطن وممتلكاته للخطر هو بلا شك أمر خطير ودخيل على الشعب السعودي النبيل وأخلاقياته وتقاليده التي يستمدها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف. لذا فإن ما حدث في "العوامية" الأحد الماضي من أحداث مؤسفة ترتب عليها سقوط قتيلين برصاص من قبل مجهولين لا يمكن تبريره أوالقبول به بأي شكل من الأشكال لأنه تم أولاً من قبل فئة مضللة تم تحريضها من قبل دولة لا تروم للمملكة وشعبها خيرًا، ولا تكف عن إثارة وزرع عوامل الفتنة في دول مجلس التعاون الخليجية بالرغم من روابط الدين والجوار والتاريخ التي يفترض أن تحظى بالاحترام، وأنه ثانيًا يعبر عن مخطط شرير من قبل تلك الدولة لمحاولة ضرب الوحدة الوطنية في بلادنا التي ظلت دائمًا عنوانًا للمجد ونموذجًَا يحتذى للأوطان في الترابط والتماسك بين فئات الشعب والتفاف تلك الفئات بكل أطيافها حول القيادة. لا يخفى على أحد أن المملكة بما أسبغ الله عليها من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى بدءًا من نعمة احتضانها للحرمين الشريفين وتشرفها بخدمتهما وخدمة الحجيج والزوار والمعتمرين وتوفير سبل الراحة والأمن والأمان لهم، وليس نهاية بنعمة الأمن والرخاء والاستقرار حتى أصبحت في نظر المراقبين واحة أمن واستقرار في المنطقة التي ظلت دومًا ترزح تحت وطأة الانقلابات والحروب والثورات والفتن. بلادنا بهذه المواصفات والمزايا التي جاءت نتيجة طبيعية لثوابتها العقدية والوطنية وحكمة وإخلاص قيادتها وصلابة وحدتها الوطنية، أصبحت مستهدفة من قوى الشر التي انساقت لنوازعه بدوافع الغيرة والحسد والحقد الدفين، وهو ما لمسناه أولاً في استهداف تنظيم القاعدة لاختراق سياجنا الأمني المتين، ثم وعندما تم إلحاق الهزيمة الماحقة بهذا التنظيم واجتثاثه من تربة الوطن، جاءت الهجمة الإرهابية الثانية التي أصبحت تمثلها هذه الفئة المضللة الجديدة. الوطن قيادة وشعبًا لن يسمح لأي فئة تعمل لحساب جهة خارجية مهما كانت وسيهب بكل أطيافه للدفاع عن وحدته وثوابته ومكتسباته.