تشكل أجهزة الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية، مصدر تهديد مباشر لأجهزة الكمبيوتر التقليدية، بعدما سحبت البساط من تحت الأجهزة القديمة. وعلى الرغم من الانتشار الواسع للأجهزة اللوحية إلا أن العاملين في هذا القطاع يؤكدون أن الأجهزة التقليدية لم تمت بعد وما زالت تحاول الصمود امام غزو الأجهزة الذكية. ويؤكد المدير التنفيذي للتكنولوجيا في شركة إنتل جستن راتنر، ان هناك أدلة تشير إلى أن الكمبيوتر المكتبي أو المحمول لا يزال يلعب دورًا مهمًا في عصرنا الحالي، مشيرا إلى أن القليل في الخارج يستخدمون الكمبيوتر التقليدي كجهاز مستقل، ومنهم من يستخدمون جهاز الآيباد ثم يلي ذلك جهاز ماك بوك، بحيث يتم استخدامها كأجهزة مصاحبة.ويوافقه الرأي المدير الإقليمي للشرق الأوسط وأفريقيا في شركى إم إس آي آلان تشو، إذ يقول: «حتى الآن، لم يتأثر سوق الشرق الأوسط للكمبيوتر كثيرًا بالحواسيب المحمولة وحواسيب «نتبوك»، وبالتالي نحن لا نتوقع أن نرى أثرًا حقيقيًا من جانب أجهزة الكمبيوتر اللوحية وغيرها من الأجهزة النقالة، ويعود ذلك بصورة أساسية إلى أننا نشعر أن أجهزة الكمبيوتر اللوحية مصممة لجمهور مختلف بعض الشيء، حيث أنها قد تنافس مبيعات أجهزة الكمبيوتر المحمول بدلًا من مبيعات أجهزة الكمبيوتر المكتبيية». وفي حين أن سوق الأجهزة اللوحية في الشرق الأوسط لا يزال في مراحله المبكرة، يبقى السؤال في أي اتجاه سيذهب هذا القطاع بالتحديد؟ ويعلّق تشو في هذا الصدد قائلًا: «إن الاتجاهات ستدور حول أنظمة التشغيل المستخدمة في الأجهزة اللوحية. لافتا الى أن الأجهزة اللوحية التي تستخدم نظام تشغيل أندرويد ستكون المنافس الرئيسي لنظام iOS في عام 2011، لكن نظام التشغيل ويندوز 7 أيضا سيكون ناجحًا جدًا في سوق أجهزة الكمبيوتر اللوحية، مشيرا إلى أن الثمن سيكون هو المحرك الرئيسي لكثير من بائعي أجهزة الكمبيوتر اللوحية». ويوافقه الرأي محمد المفلح مدير إدارة المنتجات بشركة RIM ريسيرش أن موشن بمنطقة الشرق الأوسط، قائلًا: «بالرغم من أن السوق لا تتوقف عن التغيير، إلا أن المستقبل القريب يوحي بأن أسواق الكمبيوتر المحمولة والمكتبية ستبقى على حالها من دون تغيير، ويعود ذلك إلى حقيقة أن أجهزة الكمبيوتر المكتبية واللوحية تخدم العديد من الأغراض، فضلًا عن أنها تلعب دورًا تكميليًا مهمًا على نطاق واسع في حياتنا الرقمية الخاصة». واضاف: يعد طرح الهواتف الذكية في سوق الاتصالات، أداة إضافية وسمحت لنا بالحركة الفعالة ورفعت سقف جودة تجربة المستخدم، وتتيح هذه الأجهزة للعملاء والشركات الربط الفوري والاتصال في بيئة رقمية أكثر تنوعًا وتشويقًا، وتظهر الإحصاءات في كل من الولاياتالمتحدة والصين والهند وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة في العام 2011 أن الهواتف الذكية كانت تحتل صدارة قائمة التسوق لدى المستهلكين. ففي الولاياتالمتحدة وحدها جاءت أجهزة اللابتوب بعد الهواتف الذكية، بينما احتلت الأجهزة المكتبية مرتبة وسطى في قائمة السلع التي يرغب المستهلكون في شرائها خلال العام 2011، واحتلت أجهزة الهواتف المحمولة المرتبة الرابعة في قائمة الشراء لدى المستهلكين، تلاها برامج قراءة الكتب الإلكترونية في المرتبة الخامسة، وأجهزة الكمبيوتر اللوحية في المرتبة السادسة. والجدير بالذكر في هذا المقام أن الأجهزة اللوحية أحدثت أثرًا كبيرًا في السوق، وإن كانت لم ترتق إلى مكانة الأجهزة المكتبية والأجهزة الدفترية، وفقًا لأحدث الأبحاث التي أجرتها مؤسسة «غارتنر» Gartner.