الشاب المخترع -سعيد الزهراني- القادم من بلاد الرياحين والطبيعة الخضراء من بلاد غامد وزهران (الباحة)، هو اليوم محط أنظار دول العالم المتقدم علميًا وتقنيًا. دولتان عظمتان (روسيا وألمانيا) تتنافسان لنيل رضا هذا الشاب والحصول على أفكاره واستثمارها وترويجها وترجمتها إلى واقع يخدم البشرية. هم يريدون مصلحتهم وتطوير قدراتهم في الجانب العسكري والمدني في مجال الطيران، الذي أبدع وأنجز فيه هذا الشاب، حيث طور طائرات حربية مقاتلة وأخرى مدنية. من هذا الشاب؟ إنه أحد أبناء الوطن موهوب بقدرات عقلية فائقة تختلف عن أقرانه، أحب الطيران وشغف به، ففكر وأبدع في أفكاره التطويرية لوسائل موجودة، ولكن أضاف من لبنات أفكاره ما يجعلها أكثر فائدة وأسهل استخدامًا، حيث يمكن لطائرة أن تقلع وتهبط دون الحاجة إلى مدرج مثل مكوك الفضاء.. كما أبدع في تصميم طائرة إسعاف لمساعدة المصابين في الحوادث ونقلهم للمستشفيات بسرعة. اختراعاته متنوعة بلغت عشرة، ما بين طائرات إلى مغسلة مثالية لليدين وشوكة ذكية للمكرونة وكرسي آلي للمساعدة على أداء الصلاة وغيرها. ما لفت أنظار الغرب والشرق لهذا الشاب السعودي -من المؤكد- جدة أفكاره في مجال الطيران المدني والحربي، والكل يعلم أهمية هذا المجال لكل دول العالم. تساءلت من كان خلف هذا التفوق وهذا الإنجاز في بيئة بسيطة جدًا كمدينة الباحة التي أعرف، لابد أن لهذا الشاب راعيًا ومربيًا وداعمًا قويًا وبيئة محفزة لهذا الإبداع. الموهبة نتاج عوامل وراثية وأخرى بيئية، هكذا يؤكد علماء مختصون في هذا المجال، فتحية لأسرة قدمت دعمًا ورعاية لابنها الموهوب الذي تحدث هو عن نفسه وولعه بالقراءة التي هي مفتاح المعرفة دائمًا وأبدًا وخاصة في مجال الطيران. ثم تساءلت ما هو مصير هذه الأفكار الإبداعية؟ وهل سيبقى هذا الشاب صامدًا أمام كل هذه العروض المغرية له من قبل روسيا وألمانيا لتشتري علمه وأفكاره، أم أن أفكاره هذه ستترجم إلى مشاريع منفذة في وطنه؟ أرجو أن أسمع وأرى قريبًا ما يثلج صدورنا بأن هذا الشاب (سعيد الزهراني) قد تم تبني أفكاره من قبل مؤسسات وطنية حكومية أو خاصة تحقق لهذا الشاب -الذي يعد فخرًا حقيقيًا للوطن- آماله وطموحاته التي تتلخص فيما يلي كما سمعتها وقرأتها ووردت على لسانه: * يأمل المخترعون والمبتكرون عقد اتفاقيات مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لسداد بعض رسوم المبتكرين أثناء طلب براءة الاختراع لمدة سنة كاملة. * دعوة رجال الأعمال لتبني المبتكرين ودعم أبحاثهم ودراساتهم في الداخل والخارج عبر اتفاقيات لمنح قروض تسدد على المدى البعيد مثل ما يحدث في عدد من الدول العالمية وبعض الدول العربية. * يريد المبدعون والمخترعون مزيدًا من برامج التطوير الذاتي عن طريق مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع، خاصة تطوير مهارات اللغة الإنجليزية والهندسة الإلكترونية. رعى الله الموهبة والموهوبين في بلاد تُعلي من شأن وقدر كل مُبدع ومخترع ومبتكر، وحفظ الله عقول شبابنا، وجعلها في خدمة هذا الدين، وفي حب الوطن دائمًا مجتمعين. [email protected]