أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن سلاح الجو الملكي عدل عن شن غارة تقرر تنفيذها في ليبيا بعدما تبين له أن مدنيين موجودون في محيط الهدف. فيما قال متحدث باسم المعارضة المسلحة إن المعارضين الليبيين يرحبون بمزيد من الضربات الجوية التي تشنها القوات الأجنبية ضد جيش الزعيم الليبي معمر القذافي ولكن يرفضون تدخل قوات برية أجنبية. وأضاف المتحدث من ائتلاف 17 فبراير المعارض في مدينة بنغازي بشرق ليبيا «ترفض اللجنة وجود قوات برية على الأرض ولكن نشجع قصف جيش القذافي.»وتابع في مؤتمر صحفي أن هدف المعارضين ما زال السيطرة على العاصمة طرابلس ولكنهم يريدون تحقيق ذلك دون هجوم أجنبي بري. من جهته وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية جديدة ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي تستهدف أفرادا وكيانات اقتصادية، بحسب دبلوماسي. إلى ذلك يعقد مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء اجتماعا تشاوريا لهم اليوم بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وذكر بيان صادر عن الأمانة العامة أن الاجتماع يأتي للنظر في الأوضاع التي تسود العالم العربي وخاصة تطورات الأحداث والمستجدات في ليبيا. وفي فرصة نادرة داخل قاعدة السلطة السرية للزعيم الليبي معمر القذافي اصطحب مسؤولون ليبيون صحفيين أجانب إلى مجمعه الحصين أمس لإظهار مبنى قالوا إنه دمر في هجوم صاروخي شنته القوات الغربية. وعلى مسافة قصيرة من خيمة مضاءة يستقبل القذافي فيها ضيوفه بدت مظاهر الخراب على مبنى من ثلاثة طوابق وكانت هناك فجوة دائرية واضحة على واجهته. وكان مراسلو رويترز في طرابلس قد سمعوا انفجارا في وقت سابق من الليل وشوهد دخان يتصاعد من اتجاه مجمع القذافي المترامي الأطراف الذي يضم مقر إقامته الخاص فضلا عن ثكنات عسكرية وغيرها من المنشآت. لكن لم يكن هناك دخان يتصاعد من المبنى الذي شاهدوه رغم وجود أنقاض وألواح من الخرسانة المبعثرة. وقال مسؤولون انه أصيب بصاروخ في وقت متأخر أمس الاول واتهموا القوى الغربية بمحاولة اغتيال القذافي. وفى السياق - أفاد مراسلون أن القوات الحكومية الليبية التي شنت هجوما صباح السبت على مدينة بنغازي (شرق) تراجعت أمس حتى أجدابيا على بعد 160 كلم جنوبا. وشوهدت عشرات الآليات التي دمرتها الضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي، على طول الطريق بين المدينتين. وتجمع مئات الثوار صباحا على بعد بضعة كيلومترات من أجدابيا حيث كانت الاتصالات والمياه مقطوعة. وشوهدت سحابة من الدخان الأسود فوق مبنى في المدينة. وكان الثوار الذين تعرضوا لإطلاق نار من قبل القوات الحكومية من داخل المدينة مجهزين بمضادات أرضية وصواريخ كاتوشيا لكنهم لم يعرفوا أي استراتيجية يجب اعتمادها لأن فتح النار على المدينة قد يؤدي إلى إصابة مدنيين. وقال أحد الثوار سلمان مغربي «نطلب تصعيد الضربات الجوية. نريد أن يقصفوا مطاراته ودباباته. حتى وإن كنا سنستشهد سندخل أجدابيا اليوم إن شاء الله». إلى ذلك قال متحدث باسم المحتجين إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي تأتي بمدنيين من بلدات مجاورة لمدينة مصراتة الواقعة تحت سيطرة المعارضة المسلحة لاستخدامهم كدروع بشرية.