اتسم حوار معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محي الدين خوجة مساء أمس، في لقائه المفتوح مع المثقفين وضيوف معرض الرياض الدولي للكتاب، بالصراحة والشفافية. وأعلن معاليه أنه أصدر أمراً بإرسال الشيكات التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين بتوجيهها للأندية الأدبية فوراً، والبالغة عشرة ملايين ريال لكل نادٍ، مؤكداً خلو مسئولية وزارته من التدخل بهذا الشأن، وموضحاً أنه ليس من شغل الوزارة التدخل في أمور صرف تلك المبالغ فمسؤولو الأندية أدرى بمتطلباتهم، وبكيفية صرف هذه المبالغ، فنحن نثق بقدراتهم ونعلم بأنهم أعلم بماهية الصرف، مشيراً إلى أن الوزارة ستكون بيروقراطية ويمكن أن لا نحقق ما يريده المثقف لو تدخلنا بهذا الشأن ولكن قد نساعدهم متى ما احتاجوا لنا. وبدأ الوزير لقاءه مع المثقفين قائلاً: “سأجيب على كل سؤال بكل صراحة وشفافية وسأقول على الأسئلة التي لا أستطيع الإجابة عليها بأنني لا أستطيع”، نافياً أن تكون وزارة الثقافة والإعلام قد مارست أي إقصاء بحق أي من فئات المجتمع أو مع أي مفكري من الوطن على مختلف توجهاتهم من خلال البرنامج الثقافي لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2011م الذي حفل بالعديد من الأحداث أبرزها موجة الفوضى التي أحدثها “بعض المتشددين”. ورد معاليه على سؤال أحد الحضور حول تناول عرض بعض العناوين الممنوعة، فقال: “لدينا إدارة معنية بالرقابة في الوزارة وعملها يتعلق بهذا الخصوص، وهذه الإدارة تضم مختلف التخصصات”. وعن سبب السماح بكتب “تغريبية” وأخرى “تحريضية” ، شدد خوجة على أن الوزارة تلاحظ كافة المطبوعات ولا وجود لأي كتاب “يخالف” القيم والثوابت في المعرض، وقال: “قد تكون هناك ثغرات ولا نتهرب من الأخطاء ولكننا نجتهد لتقديم صورة حضارية للمملكة”. وفيما يتعلق بسبب عدم تبوؤ المرأة لمناصب قيادية في وزارة الثقافة والإعلام كما هو الحال في مجال التعليم والجامعات، أبان خوجة أن المرأة لها دور مهم ومتميز وخصوصاً في البرامج الخاصة بمثيلاتهن، وأنها تتبوأ في الوقت الحالي مناصب قيادية في الإذاعة والتلفزيون، وقال: “سيكون للمرأة دور في نهضة المملكة”. وعن منع المقالات التي تتماشى مع نهج الحكومة -إصلاحياً- لمواجهة الفساد، شدد خوجة على أن وزارة الثقافة والإعلام لم تمنع أي مقال أو تُوقف أي كاتب انتقد مناحي الحياة في المملكة، وقال: “بعض المقالات انتقدت وزارة الثقافة والإعلام ورغم ذلك لم نكبّل يد أحد نهائياً”. وعن سبب ضعف الإعلام المحلي سياسياً وعدم وجود خطاب وطني من القنوات المحلية لصد الهجمات المعارضة من القنوات الأجنبية، قال خوجة: “يجب علينا أن نسمع جميع الآراء بطريقة تعكس الدور الحقيقي للمملكة ولم نتعود على مقابلة الشتائم بمثلها ولا الهجوم بمضاد مثله ولا نعبأ بما يقوله البعض في الخارج فنحن شعب لديه وحدة متميزة والتحام بين القيادة بالشعب نستطيع من خلالها أن نعبّر عن آرائنا بكل صراحة وطلاقه”. وعن رأيه فيما إذا كان الإعلام المحلي يمثّل الإعلام الإسلامي، وعن تطاول بعض الكّتاب على الذات الإلهية وقول البعض بأن النصارى ليسوا كفاراً، قال خوجة: “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وتابع: “نحن دولة إسلامية وساحة الإعلام مفتوحة ولم يشط أو يخرج أي منها عن المنهج والدين الإسلامي”، مشيراً إلى أن ما يُنشر في الصحف هو من مسؤولية رؤساء التحرير وأن رأى القارئ أي شيء عليه الرد للصحيفة فثوابتنا وديننا ووطنيتنا معروفة. وأيّد خوجة مقترح بفصل الثقافة عن الإعلام، قائلاً: “أتمنى أن تكون للثقافة وزارة مستقلة لوحدها لأن الهم الثقافي يحتاج لوزارة متفرغة للشأن الثقافي وسأشارككم الرأي في حلمكم”. وعن تغييب المرأة في بعض الأندية الأدبية بالرغم من دعمها من قبل اللائحة، قال: “الجمعية العمومية للأندية لها حرية تقرير ما تشاء ولم نحدد لها ما إذا كانوا رجالاً أو نساء، فأنا أعمل على تفكيك النظرة القديمة بين الأندية والوزارة وأن تكون للأندية استقلاليتها وشخصيتها شريطة أن تكون في إطار القيم والثوابت”. وعن إقامة لجنة مسئولة عن جائزة للتميز الثقافي، أعلن خوجة عن دراسة ذلك الشأن في هيئة الخبراء، قائلاً: “كان لنا نية في الإعلان عنها في ملتقى المثقفين إلا أنها تُدرس حالياً في هيئة الخبراء”، كاشفاً عن وجود خطط لتحويل القناة السعودية الثانية إلى قناة “شبابية”. وكان الوزير خوجه قد أكد في مستهل اللقاء أن الوزارة ليست بديلاً عن المجتمع في قيادة الثقافة التي تعد فعلاً اجتماعياً، وأن مهمة الوزارة هي تهيئة المناخات. مضيفاً: “الأندية الأدبية مؤسسات اجتماعية تقوم بهذا العبء نيابة عن المجتمع وقد صدرت اللائحة الخاصة بالأندية الأدبية والتي لم تُرضِ المثقفين بشكلها السابق فتم طرحها على الأندية التي بدورها رجعت إلى جمعياتها العمومية وجاءت الصيغة الأخيرة معبّرة عن جموع المثقفين المنتمين إلى الأندية الأدبية وبشكلها المقبول من الجميع”، داعياً المثقفين إلى تحمّل مسؤوليتهم الثقافية وان الدولة مساعد ومساند لهم ولا يرتبطون بها ارتباطاً وثيقاً. وتطرق الوزير خوجة إلى أن القناة الثقافية أصبحت منبراً لكل المثقفين والمثقفات، حاثاً الجميع على التواصل معها والتفاعل مع برامجها. مشيراً في سياق آخر إلى أن الوزارة تعمل على عدد من المشاريع منها إطلاق خدمات إلكترونية تأتي في سياق الحكومة الإلكترونية وتتمثّل في فسح الكتب إلكترونياً لتشجيع النشر وأيضاً تسجيل الحقوق وحمايتها وسيتم تطويره مستقبلاً بحيث تصدر كافة التعاملات والتراخيص الإعلامية والثقافية إلكترونياً. وألمح خوجة إلى أن الوزارة تعد حالياً لإقامة ملتقى المثقفين الثاني وملتقى الأدباء الرابع وستتضمن جملة من القضايا الثقافية حيث ستطبق قرارات وتوصيات المتلقيين فوراً. كما أعلن عن توجّه الوزارة إلى تحويل المكتبات العامة البالغ عددها 83 مكتبة في 29 منطقة إلى مراكز ثقافية تقدم كافة الخدمات التي يحتاج إليها المثقف. وتطرق الوزير في نقاشه مع المحاضرين إلى أن إعلام المملكة لا ينتهج مواجهة الشتائم بالشتائم والهجوم بالهجوم، ولكن المملكة تعتبر سلامة مواقفها على مختلف المستويات أبلغ رد على كل من يحاول النيل من هذا الوطن الكبير، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن دولة بحجم المملكة لا بد أن تكون عرضة لبعض المحاولات الواهمة، شأنها شأن الدول العالمية الكبرى، لكنها تمتلك وحدة وطنية راسخة وبناء والتفافا متينا حول قيادتها. اللقاء المفتوح مع وزير الثقافة والإعلام شهد حضور عدد كبير من “الملتزمين” الذين شاركوا في الحوار بطرح عدد من الاسئلة، وفي الختام شكر الجميع معالي الوزير على رحابة صدره. ************************ تحويل القناة الرياضية الثانية إلى قناة “شبابية” كشف معالي وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة عن أنه سيتم تحويل القناة الرياضية الثانية التي أُطلقت مؤخراً بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين من رحلته العلاجية، لتكون قناة للشباب، وتناقش قضايا الشباب، سائلا الله تعالى العون. وأشار إلى أن عدد قنوات التلفزيون الأن عشر قنوات هي الأولى والثانية والاقتصادية وقناة الأطفال (أجيال) والرياضية والإخبارية والثقافية والقرآن والحديث والسنّة والرياضية الثانية التي سيتم تحويلها إلى قناة الشباب. وانتقد معالي الوزير خوجه بعض من يرددون أن القناة الاولى بها بعض المفاسد، بقوله: “المشكة عندما نسأل عن موقع أو نوعية هذه المفاسد تكون الإجابة أننا لا نشاهد هذه القناة فكيف بمن لا يشاهد الشيء يحكم عليه!!”.