من غير المستغرب في هذا الزمن أن يظهر في صفوف النساء فتيات مسترجلات أو ما يسمونه ب( البويات ) و ربما يأتي يوم لا نستغرب أن يفتلن شواربهن فالذكور هذا الوقت أغلبهم ينخرط تحت فئة فرسان المسيار و النهار و الفوشار من الأزواج الطفيليين النفعيين الذين يستغلون جراحات وانكسارات النساء و يساومونهن في القيام بدور ( ظل الحيطة ) مقابل مبلغ مالي أو استغلال يصنف ( بالراحة ) ضمن الاتجار بالبشر دون مقابل ، فهم أزواج ( السفاري ) و ( كل فطير و طير ) و الفئة الثانية فئة ( طيحني و سامحني ) فأمام هذين النمطين البائسين من الذكور من الطبيعي جدا أن نتوقع ظهور ( البويات ) و (المانات )! وهي جناية متوقعة لتشويه القوامة بالنزعات المادية و تحديث لعصر الجواري بل إن جواري هذا العصر هن اللاتي يشترين أسيادهن ، و تكليف كثير من النساء ببند الإنفاق الذي يعتبر من المقومات الأساسية و الشروط الرئيسة في الأخ القوام ، من أبسط الأمثلة على تشويه القوامة و التنازل عنها مقابل الركون للرغبات المادية و المتعة المجانية ، ولا ندري كيف تبخرت قيم المجتمع تحت هذه الأفكار الممجوجة و كيف استهلكت هذه الأفكار إنسانية الكثيرين و أنوثة الكثيرات . بعض الأنماط التي نراها على أرض الواقع كان الرجال في الجاهلية يكبرون أنفسهم عن الوقوع بها ، فتخيلوا أن صخرا – الأخ غير الشقيق للخنساء – كان يقاسمها ماله وكانت زوجته تتضجر فيقول : والله لا امنحها شرارها.. وهي حَصَانُ قد كَفتني عَارَها ، وقوامة صخر فطرية حقيقية يفتقر لها كثير من المسلمين الآن بدءا بمشرعي المسيار و ما شاكله من الزيجات الربوية و الاستثمارية ، و مرورا بلا توقف بمنفذي الصفقات من زعماء عصابات النصب و الاحتيال على القوارير ، الذين يخترعون أساليب للنهب والاستيلاء على أموالهن و العبث بأعراضهن و رميهن على الرصيف باسم الشرع و ( اللي أوله شرط آخره شارع ) ، و بالمناسبة حدثتني إحدى المعلمات عن تعرضها لحادثة نصب و احتيال من أحد هؤلاء اللصوص برعاية خطابة ( نصابة ) فاتصل عريس ( الغفلة ) بها وقال إنه يعمل في منصب هام وإنه يتقاضى راتبا ( عنيفا ) و لديه مصانع و متاجر و أسهم و أولاده يعيشون مع جدتهم و أنه رومانسي ( موت المرأة وحياتها الرجل الرومانسي ) و يحب يدلل زوجته ، ثم بعد يومين عرض استعداده لاستخراج صكوك أراض على بحر جدة لها ولأبنائها مقابل ألفين لكل استمارة ، وأن الاستمارات سيستصدرها تحت مسؤوليته الشخصية فيجب عليها الالتزام بدفع الرسوم لئلا يتورط ، وبعد أيام طلب منها أن تسدد مبلغا وقدره 24 ألف ريال لأنه استصدر ثلاث استمارات لكل شخص ، شعرت بأنها قد تتورط مع محتال فقطعت التواصل معه ، لكن كثيرات سيقعن لا محالة . [email protected]