كان تشييد مسجد (أمامة بنت العاص) حلم مجموعة من السيدات في حي الراية شرق محافظة جدة، وقد تجسد هذا الحلم على أرض الواقع بعد خمس سنوات من الانتظار بمساعدة عدد من أهل الخير، إلا أن فرحتهن لم تكتمل حيث فوجئن بعد أشهر من افتتاحه بظهور المياه الجوفية في البدروم، الذي تم تخصيصه لإنشاء مدرسة لتحفيظ القرآن وروضة أطفال. السيدة جميلة المولد إحدى السيدات اللاتي ساهمن في هذا العمل الخيري وجميعهن معلمات، تقول: منذ خمس سنوات حلمنا أنا ومجموعة من المعلمات بتشيد هذا المسجد، وتحقق ذلك بمساعدة عدد من أهل الخير الذين ساندونا فيه حيث كلف بناؤه اكثر من مليوني ريال سعودي، حيث تم تشييده بعد خمس سنوات، وتم افتتاحه في شهر شعبان من العام الماضي بحضور بعض الشخصيات العامة كأول مسجد في حي الراية يخدم (الراية 1 / والراية 2 / وقويزة) ولكننا فوجئنا في شهر ذي الحجة بخروج مياه من البدروم اعتقدنا في البداية أنها مياه صرف صحي، ولكنها كانت نظيفة ولا رائحة لها. وتضيف: عجزنا عن تحديد ماهية هذه المياه ومصدرها أو كيفية تصريفها، فعند إنشاء المسجد ورمي الأساس لم يظهر أي اثر للمياه الجوفية رغم وجودها في الحي بأكمله، لهذا طلبنا من الامانة أن تقف على المشكلة، اعتقادا منا بأنها ربما كانت ماسورة مكسورة داخل الأرض، لكن جاء رد الأمانة بأنها مياه جوفية ولا حل لها. وتضيف كنا نتطلع ان يكون هذا المسجد نموذجيا، حيث طلبنا تصريحا لانشاء مدرسة وحضانة وغرفة لتغسيل الأموات. وأشارت إلى أن إحدى المعلمات تكفلت بشفط المياه من بدروم المسجد، ولكنها تعاود الظهور مرة اخرى بعد يومين فقط لتملأ البدروم الذي خصصناه لإقامة مدرسة تحفيظ القرآن وروضة أطفال، وكنا بانتظار التصريح لبدء الخطوات الفعلية، لكن صدمتنا المياه التي دمرت البدروم رغم بنائه الجيد. ------------------------ رئيس البلدية السابق: وقفنا على المشكلة وخاطبنا إدارة المياه أكد المهندس عبدالله بن صالح العجمي رئيس بلدية أم السلم السابق انه وقف بنفسه على مشكلة المسجد وعاين الضرر الكبير الذي لحق به، وقال: عند بداية وقوفنا عليه كانت هناك حفرة ظننا انها السبب في مشكلة المياه لاعتقادنا بوجود ماسورة مياه مكسورة، وطلبنا من الجهات المعنية مثل مكتب تنسيق وتنفيذ المشاريع في الامانة معرفة الشركة التي قامت بمشروع شبكة مواسير المياه في المنطقة، لنكتشف عدم وصول المياه أساسا إلى المسجد، فرفعنا طلبنا إلى إدارة المياه لمعرفة الوضع. وأوضح أن المنطقة تعاني بالكامل من سوء تمديد مواسير شبكة المياه نتيجة قدمها وتهالكها، مما جعل المياه تتسرب وتتحرك حسب ميل الارض. ------------------------ نائب رئيس لجنة المقاولين: لا بد من تخفيض الجوفية بأحياء جدة وحفر آبار مراقبة من جانبه أوضح المهندس رائد العقيلي نائب رئيس لجنة المقاولين والخرسانة الجاهزة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة أن ارتفاع منسوب المياه الجوفية ناتج عن الترشح من حفر الصرف الصحي في ظل غياب شبكات الصرف الصحي وتغذي بذلك التربة حتى أصبح منسوب المياه الجوفية موازيا للارض، فضلا عن تشبع الأراضي بمياه الأمطار خاصة في المناطق المنخفضة في بعض أحياء جدة. وعن الحل قال: لا يوجد سوى حل جزئي من الأمانة، فلا بد ان تعمل على تخفيض منسوب المياه الجوفية في أحياء جدة كلها على نحو ما فعلته في بعض الأحياء كالبساتين عن طريق الاستعانة بشركات أجنبية لنزح المياه وشفطها وتصريفها واعادة ضخها إلى البحر، والعمل على توفير محطات المعالجة اللازمة، التي تستوعب كمية الصرف الصحي وآبار مراقبة لمنع التسربات منها، وإصلاح ومراقبة التسربات من الشبكات وخزانات المياه المختلفة، مؤكدا أن هذه هي الطريقة الوحيدة والسليمة للتخلص من مشكلة المياه الجوفية. ودعا المواطنين الى عدم الاستماع الى بعض الشركات التي تدعي مقدرتها على معالجة مشكلة المياه الجوفية عن طريق وضع عوازل، فجميعها حلول لا تقضي على المشكلة بل تستنزف جيوب المواطنين. كما دعا الى البعد عن بناء البدرومات اسفل المنازل لان مدينة جدة لا تصلح بعد السيول لبناء أدوار سفلية تحت الارض.