تستعد مؤسسات الطوافة في مكة لخوض منافسة انتخابية جديدة لمجلس إدارة المطوفين . ومع كل دورة انتخابية تثار قضية أين توجد المرأة على خارطة مؤسسات الطوافة ولماذا لايسمح لها النظام بالترشح وخوض الانتخاب؟ . ففي الوقت الذي أكدت فيه وزارة الحج أن المرأة ستشارك هذه المرة بصوتها فقط قبل دراسة مسألة ترشحها ، لازالت المطوفات عند موقفهن الرافض ل “التهميش” ويؤكدن إصرارهن على تعديل اللائحة من أجل الترشح في الانتخابات وليس مجرد التصويت فقط . “المدينة” طرحت القضية على عدد من المطوفات والمهتمات بشأن الطوافة وخدمة الحجيج للتعرف على ابرز العراقيل التي تقف أمام تفعيل المشاركة. تقول فاتن حسين رئيسة اللجنة النسائية بمؤسسة حجاج جنوب آسيا: إن مهنة الطوافة من أقدم المهن التي مارستها المرأة المكية وكانت تتنافس على خدمة ضيوف الرحمن ومع التطور بدأ يتطور عملها وتواجدها ولذلك لابد أن تعطى المرأة حقها في العمل بالميدان وان تواجدها بشكل رسمي في مؤسسات الطوافة يمكن أن يدعم عملها بشكل قوى وينعكس بدوره على خدمة حجاج بيت الله الحرام وحول غياب تواجدها في مجالس الإدارة بيّنت أن المرأة لاتزال مغيبة في لائحة تنظيم أعمال الطوافة الصادرة من وزارة الحج اذ تحدد الترشح للرجل ولايسمح للمرأة في الوقت الذي توجد في مكة مطوفات لهن خدمة سنوات طويلة في مجال الحج والعمرة . نعاني من التهميش من جانبها تقول د هدى فضل رئيسة اللجنة النسائية بمكتب الزمامة الموحد: إن كثيرا من المطوفات يعانين من التهميش رغم أهمية دورهن وعدم الاستغناء عنه من قبل مؤسسات الطوافة إلا أن هناك الكثيرات ينظر لعملهن كتطوع فقط وهذا ليس بكل مؤسسات الطوافة لكن بعضها فنحن على سبيل المثال في مكتب الزمامة نعمل كفريق واحد رجالا ونساء وليس هناك تفريق لكن المشكلة هي عدم وجود اعتراف بالمرأة المطوفة في اللائحة التنظيمية الرسمية المنبثقة من وزارة الحج وهناك تكمن المشكلة فالمطوفة موجودة من القدم وأكثر المهن التي عملت فيها المرأة بمكة واكتسب فيها خبرات كبيرة لكن لاتزال مغيبة رسميا وهذا ما يجعلنا لانستطيع أن ندخل ونشارك في الانتخابات لان الانتخابات لمن يعترف بهم وتحددهم اللائحة الرسمية التنظيمية ولكن يسمح لنا كناخبات أن ندلى بأصواتنا تشير د.هدى طالما أن المرأة استطاعت أن تحقق انجازات في الماضي وتنجح فى مجال الطوافة رغم محدودية التعليم والثقافة لكن فطرتها وحبها لخدمة ضيوف الرحمن جعلها تنجح في ذلك الوقت ويعتمد عليها الرجل فما بالنا اليوم ونحن نشاهد أن أقل واحدة من المطوفات المتطوعات خريجة بكالوريوس وهناك من هنّ من حملة للماجستير والدكتوراه ولهن من الخبرات الكثير فلماذا لايستفاد منهن فنحن نحتاج للثقة في قدراتنا . لابد من اعادة النظر وتشير د.مريم الصبان عضوة الجمعية الخيرية بمكةالمكرمة أن المرأة مارست الترشح والانتخاب من زمن طويل في مجالس الجمعيات الخيرية وتستطيع إن أعطيت الثقة أن تنجح فهي تمتلك من الخبرات والقدرات ما يؤهلها لتخوض مجلس إدارة الطوافة لكن نحتاج للاعتراف بها رسميا والسماح لها من خلال وزارة الحج إلى جانب لابد من توعية المرأة بالأسس العلمية للانتخاب والتصويت لان الذكاء كيف أحوّل النظام لصالحي حتى وان لم يعترف بوجودي وأشارت لابد من إعادة النظر في تمكينها من المشاركة في مجالس الادراة لأنها أن تولّت زمام الأمور مع شريكها الرجل ستكون ثمارها جيدة على مجال الطوافة ويمكن أن تساهم برؤيتها في تذليل كثير من العقبات فالحج كما يعلم الجميع نساء ورجال . بينما تقول د.أمنة ريس عميدة القبول والتسجيل بجامعة أم القرى ومطوفة تشير أن المرأة لها قدرة وأثبتت ذلك من خلال تنظيمها وأجادت عملها حتى ولوكان على مستوى الطوافة كمتطوعة لكنها حققت نجاح كبير ونحن من سنوات عقدت اجتماعات كمطوفات وشاركت المكاتب النسائية في مؤسسات الطوافة الأخرى ووجدنا أن دورنا مهم ولكننا شعرنا بالتهميش من قبل الرجل ونواجه تناقضا لأنه في حين أننا نواجه هذا التهميش يطلب منا في كل دورة انتخابية أن ندلي بأصواتنا كمطوفات للمشاركة في الانتخابات فقط كمشاركة ولقد أبدينا كنساء كثير من الآراء أو كشفنا أخطاء تنظيمية لكن لم يؤخذ بها في بعض من المؤسسات إلى جانب أن المرأة في مجال الطوافة لم تشرك ويفعل دورها إلا من خلال العلاقات العامة في مؤسسات الطوافة أو القيام برحلات للحجاج لمعارض أو متاحف غير هذا الدور لم نجد استغلالا لطاقات المرأة ودائما ما نواجه بمشكلة العمل الميداني وإننا غير قادرات على ذلك وأنا أقول أنا ومن موقعي كعميدة للقبول والتسجيل بجامعة أم القرى نقوم بعمل جبار سنويا وتنظيم ميداني واسع لايشكل عمل الطوافة شىء مقابله فلماذا نحرم وهذا يجعلنا نضع خط تحت مشكلة عدم تقبل المرأة وعدم وجود الثقة فأنا امتلك بطاقة مطوفة مثلي مثل المطوف ولايتم التعامل معي كالمطوف الرجل وبالنسبة للائحة التنظيمة فأنا أعلق على أنه لايمكن حرمان شخص من حق المشاركة لمجرد أنه لم يتم تجربته فلماذا يصبح الترشح حكرًا على الرجال ولابد للوزارة أن تنظر لوضع المطوفات بعين الاعتبار ومعاملتهن مع المطوفين الرجال على قدم وساق. الثقة الكاملة في المرأة من جانبها تقول د.وفاء محضرة أكاديمية ورئيسة اللجنة النسائية بمؤسسة حجاج الدول العربية : إن المطوفات مجتمع كامل تجدى فيهن الطبيبة والإدارية والأكاديمية وسيدة الأعمال ومن لهن خبرات واسعة وثقافة في التعامل مع الحاج ومع ذلك لم يتم استثمارهن بالشكل الذي يمكن أن ينعكس بشكل جيد على الطوافة. ****************** وزارة الحج: المرأة ستشارك الآن ب (صوتها فقط) أكد الوكيل المساعد لوزارة الحج عادل بالخير أن المرأة ستشارك لهذه السنة انتخابات مجالس الطوافة كناخبة فقط بإدلاء صوتها للمرشح الذي تختاره وان تعديل اللائحة التنظيمية لتكون مرشحة لم يحدث شئ إلى الآن ولايزال قيد الدراسة . واضاف أن المرأة ستشارك في هذه الدورة بصوتها فقط رغم أن أعين كثير من المطوفات لاتزال عالقة على اللائحة التنظيمية والسماح لهن بالمشاركة بترشيح أنفسهن خصوصا فقد كشفت الانتخابات الماضية أن صوت المرأة كان ثلاثة أضعاف أصوات الرجال الناخبين وتعتبر انتخابات الطوائف الحالية هي الثانية بعد الدورة الأولى التي جرت عام 2002، وسمح للنساء بالتصويت فيها عبر ولا توجد إحصائية دقيقة عن عدد أرباب الطوائف، وإنما تقدر وزارة الحج عددهم بما يتراوح بين 13-15 ألفا، وتمثل النساء نحو 52% منهم.والجدير بالذكر أن أعمال الطوافة كانت تتم بشكل فردي، الى عام 1398ه فقد صدر قرار يقضى بإنشاء مؤسسات الطوافة، التي تقوم بخدمة الحجيج منذ وصولهم إلى مغادرتهم ، وتوفير وسائل النقل المختلفة لتنقلاته داخل المشاعر المقدسة.