اختار الشاعر البحريني عبدالرحمن بن محمد رفيع أن يكون صديقه الراحل الدكتور غازي القصيبي -رحمه الله- محور أمسيته الشعرية مساء أمس الأول على مسرح جامعة جازان، والتي أقيمت ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الكتاب والحاسب الآلي الأول الذي تنظمه الجامعة تحت شعار «نحن بخير يا مليكنا مادمت بخير»، حيث أسهب رفيع في الحديث عن ذكرياته مع صديقه الراحل الدكتور القصيبي، كما ألقى قصيدتي رثاء في القصيبي، جاءت الأولى بعنوان «الصقر محلّقًا» والثانية بعنوان «الراحل الكبير» وبيّن رفيع أنه التقى القصيبي لأول مرة في الصف الأول ثانوي بالبحرين، وأنه كان شابًا نحيلاً ووسيمًا، ومترف الملابس والملامح، لتنمو بينهما صداقة توثّقت بعد توجههما مع عدد من أصدقائهما إلى مصر لدراسة الحقوق في جامعة القاهرة. وأضاف رفيع: القصيبي كان له موقف مضاد من الشعر الشعبي الذي كنت أكتبه، وطلب مني أن أتحوّل من كتابته إلى الشعر الفصيح، ودارت بيني وبينه حوارات كثيرة حول هذا الموضوع، وخاصة في فترة الغزو العراقي للكويت. ماضيًا بالقول: إن نشأة القصيبي في البحرين أسهمت كثيرًا في صياغة وعيه، واكتسابه للعديد من القيم التي تمسك بها، فغازي مجموعة من الفضائل التي لا تُعد ولا تُحصى، فهو رجل رائع الصفات، ورحيله خسارة ليست للمملكة ومحبيه فقط، بل للعالم أجمع. ولم يكن رفيع ليترك الحديث عن القصيبي دون أن يذكر عددًا من القصائد التي تبادلها معه، وبيّن أن هذه الكتابات الشعرية قد بدأت بينهما في قاعات الدراسة في كلية الحقوق، حينما كانا يجلسان في آخر المدرج الدراسي، وذكر بعد ذلك قصيدة «اللحية» الشهرية التي وجهها لغازي القصيبي والتي يقول فيها: ما رأينا قبل هذا لحية عاشت قليلا مثلما لحية غازي لم تدم عمرًا طويلا وأشار رفيع إلى أن الدكتور غازي -رحمه الله- رد عليه بقوله: أفلسوا شعراء البحرين، فلم يعد لديهم موضوع سوى لحيتي ليكتبوا فيها. ثم ألقى الشاعر عددًا من أجمل قصائده المشهورة، والتي طالب بها جمهور الأمسية كقصيدة «العيون»، و«الدريشة»، و«تذكرين»، و«سوالف أمي العودة»، و«البنات»، و«صاحبة الكلب»، و«الشعري بثمان»، و«ميسون»، و«الزواج»، و«النمل»، و«النفط»، كما تطرّق إلى علاقته بالشاعر الكبير نزار قباني الذي قدمه في إحدى الأمسيات التي ألقاها قباني في البحرين، وكذلك علاقته مع المبدع صلاح شاهين في العديد من الأمور التي كانت تجمعهما مع بعض. وفي ختام الأمسية كرم مدير جامعة جازان الشاعر البحريني رفيع.