هناك أسباب عديدة لنشوء الإرهاب، تختلف من مجتمع لآخر، بل إن هذه الأسباب تختلف حتى في المجتمع الواحد من زمن لآخر. ورغم صعوبة حصر أسباب الإرهاب إلاّ أن هناك جملة من الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجد تقرير اللجنة المعنية بالإرهاب 1979 أنها تُشكّل دوافع الإرهاب الدولي. وقد خلصت دراسة أمريكية إلى أن دوافع الإرهابيين معقدة، عجزت نظريات علم النفس الغربية عن تفسيرها. فعلى غير ما يثار عن خلفية الإرهابيين الفقيرة أوضحت الدراسة أن غالبية الإرهابيين تلقوا تعليمًا حديثًا، ويجيدون لغة أجنبية واحدة على الأقل ولم يتعرضوا لضغوط أو غسيل مخ. وأشارت الدراسة التي أعدها مارك سيغمان، الدبلوماسي الأمريكي السابق الذي عمل مع المجاهدين الأفغان في الثمانينيات، إلى نظرية رائد علم النفس فرويد التي تقول إن ظروف الطفولة تؤثر على سلوك الفرد، وإلى نظرية ما بعد فرويد التي تقول إن الكبت والحرمان في الصغر يولدان العداء للآخرين عند الكبر.. الخ لا تنطبق على الإرهابيين لأن معظمهم لم يعانوا من انفصام في الشخصية، أو قسوة العائلة في مرحلة الصغر. لكن دراسة جديدة للباحث ساتوشي كانازاوا في مدرسة لندن للاقتصاد زعم فيها أن معظم الأشخاص الانتحاريين من المسلمين، لأنهم لا يمارسون الجنس بما فيه الكفاية، أثارت كثيرًا من الجدل أخيرًا. وأشار إلى أن كثيرًا من المهمات الانتحارية ليست لها صلة بالدّين، لكن حين تكون لها دوافع دينية فهي دومًا إسلامية! وخلص الباحث البريطاني إلى أن كل المجتمعات التي تبيح تعدد الزوجات تكثر فيها الجرائم العنيفة كالقتل والاغتصاب! ويبدو أن هذه الدراسة تأثر فيها الباحث البريطاني بفكرة «الحور العين» التي يربط البعض بينها وبين الإرهابيين، وبأنها كانت الدافع لمئات منهم لكي يقتلوا آلاف الأبرياء؟ ولا أرى شخصيًّا أي منطق بين ربط الإرهاب بالجنس، أو بتعدد الزوجات أو بالدِّين، بل على عكس استنتاج الباحث فإن تعدد الزوجات يسعى ضمنيًّا إلى «صيانة» المسلم من تعدد العلاقات غير الشرعية. ومَن يشاهد الرسومات أو الجداريات المسيحية على جدران الكنائس ودور العبادة، التي تصوّر حدائق الجنّة فسيجد أن هذا الفكر لا يختلف في شيء عن ما يحمله أي رجل في خياله عن الجنس.. الذي لا يقتصر التفكير فيه على المسلمين دون غيرهم من أهل الديانات الأخرى.. أو غيرهم من الذكور!.