تكتسب الجولة التي بدأها أمس الرئيس المصري حسني مبارك لعدد من دول الخليج العربية وفي مقدمتها الإمارات العربية وقطر والبحرين أهمية بالغة بالنظر إلى ملفاتها ومحطاتها. وحسب مصادر في القاهرة ان الجولة لم تكن مفاجأة، وكان يجري الإعداد لها منذ فترة وأن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط قام مطلع الشهر بزيارات شملت سلطنة عمان والبحرين والكويت، فيما زار الرئيس مبارك في وقت سابق من هذا العام عمان والبحرين. وقال السفير هاني خلاف الخبير في الشأن العربي إن الجولة تستهدف «تأكيد الروابط القوية» التي تربط ما بين مصر وكل من الدول الثلاث التي تشملها الجولة. ولفتت إلى أن العلاقات مع هذه الدول «علاقات قوية للغاية على مستوى القيادات وكبار المسؤولين والمستويات الشعبية الأخرى». وتأتي زيارة الرئيس مبارك لدولة قطر بعد غياب لعدة سنوات بسبب الفتور الذي اصاب العلاقات المصرية القطرية، وهو ما لفت الانتباه الي وجود تحرك عربي في الاتجاه الصحيح. وكما اشار السفير هاني أن هذا الاتجاه يؤكد متانة الروابط والعلاقات التي تربط مصر بدول الخليج العربية، حيث مثلت زيارة الرئيس المصري لقطر مفاجأة غير متوقعة، بعد فترة من الفتور والتوتر فى العلاقات دامت منذ الحرب الإسرائيلية على بيروت فى العام 2006، وظلت فى تصاعد مرورًا بحرب غزة 2008، والقمة التى أصر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على عقدها فى يناير 2009 أثناء حرب إسرائيل على قطاع غزة، رغم رفض مصر والسعودية وعدم اكتمال النصاب القانونى لعقدها فى الجامعة العربية، كما دعا لها -متحديًا- الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، ورئيس المكتب السياسى خالد مشعل. وامتدت الخلافات بين القاهرة والدوحة امتدت لتصل إلى حد التراشق الإعلامى وتبادل الاتهامات حول دول كل منهما فى المنطقة، وتبنت قناة الجزيرة قيادة الحملة ضد مصر؛ ممّا أدّى إلى تأزم العلاقات أكثر.