جهاز الكشافة في حج هذا العام سجّل نجاحات كبيرة يشار لها بالبنان ولعل تعامل رجالات الكشافة مع التائهين كان شاهدا من الشواهد الكثرة على ذلك النجاح والدور البطولي الكبير. وتتعدد طرق التميّز في مساعدة التائهين لدى رجالات الكشافة حيث تمكنت فرق الكشافة والمرشدون من إرشاد وإيصال أكثر من 30017 تائها خلال يوم التروية ويوم عرفة، وذلك في 17 مركزا لإرشاد التائهين ومركزين لإرشاد الأطفال التائهين في مشعري منى وعرفات. وكان الإرشاد الميداني سمة من سمات الكشافة إذ نفذوا ذلك من خلال 300 جوال باستخدام خرائط مصغرة للمشاعر تم توزيعها على كل تائه يستطيع القراءة ومعرفة الاتجاهات وكانت ذات أثر كبير في تخفيف أعداد التائهين مقارنة بالتوقيت نفسه من حج العام الماضي، كما نفذ عدد من الجوالة والقادة التوجيه الإلكتروني بواسطة أجهزة GBS، ما أسهم في تخفيف أعداد التائهين في المناطق المركزية والمزدحمة في خطوة تطويرية لعمل الكشافة. ولأيام التشريق كذلك وقفات سجلّها رجالات الكشافة فقد استقبلوا الحجاج التائهين القادمين إلى مراكزهم بمشعر منى منذ ساعات الفجر الأولى من أول أيام التشريق بالحلوى والماء والمرطبات والتمور، وبدأوا بعملية الإرشاد للجوالة بالطرق والمراكز الكشفية التي تلقت سيلا من الحجاج القادمين من عرفة بين سائل عن مفقود لديه وآخر يبحث عن مقر سكنه. وكانوا يعملون في المراكز بين دعاء ملهوف، وعويل مفقود، وأنين مريض، وبكاء طفل، وتعتبر قصة ذلك الرجل الستيني الذي تشبث برجل الكشافة للحصول على ابنته المفقودة شاهدا من الشواهد البطولية إذا استنفر رجل الكشافة في البحث عن تلك الطفلة إلى أن وجدها وفرّج عن ذلك الحاج عناء البحث و التقصي فكان جسراً لذلك الحاج التائه ليجد ابنته. شواهد كثيرة ودلائل عظيمة تبيّن لنا مدى قيمة الكشافة الاجتماعية وأنهم كل يوم يجنون القبول والحضور وحج هذا العام أثبت لنا جميعا أن الكشافة جسر للتائهين المنقطعين. حمد جويبر- جدة