استطاعت “المدينة” كشف الكيفية التي يتم من خلالها تهريب حجاج اللحظات الأخيرة من المخالفين الذين لا يمتلكون تصاريح للحج، ويتم تهريبهم من قبل بعض المواطنين عبر طريق المدينة ينبع القديم ثم الى مكة من خلال طريق صحراوي، وبأسعار تتراوح بين ال 200 و500 ريال لكل شخص. الزميل عبدالرحيم الحدادي الذي توجه الى مركز التهريب بسيارته الجمس محاولا تهريب عدد من الحجاج فوجد الدوريات الأمنية له بالمرصاد فما كان منه إلا أن يضطر الى الكشف عن هويته الصحافية وطبيعة المهمة التي يقوم بها حول التهريب والمهربين للحجاج المخالفين. وقال الزميل الحدادي: اتجهت أنا وزميلي المصور لمكان تواجد وتجمع الحجاج المخالفين بالميقات وأخذ المصور موقع بعيدا عن أعين الحجاج وأصحاب السيارات التي تنقل هؤلاء المخالفين لمكةالمكرمة وأخذت أنا موقعي بسيارتي الخاصة نوع جمس، ووقفت بها مع السيارات الأخرى بحجة أنني أريد ركاب لمكة فاتجه صوبي 6 من الحجاج من جنسيات مختلفة وبدأنا نتفاوض في قيمة المبلغ ودفعوا 200 ريال لكل واحد منهم وأنا طلبت 400 ريال على الشخص الواحد من باب التعجيز وعلى الفور تدخل أحد مهربي الحجاج ومعه سيارة كامري فقال للحجاج أنا أخذكم لمكة ب 200 ريال ولكن سيارته صغيرة لا تسع للحجاج الستة وأخرج جواله لكي يحضر مهربا آخر على أن يتقاسما الحجاج ويذهبون بهم لمكة رغم علمهم أن هؤلاء الحجاج ليسو نظاميين ولا يحملون تصاريح للحج. ويضيف أثناء المفاوضات بيني وبين الحجاج حضرت الدوريات الأمنية المكلفة بمنع إركاب الحجاج غير المصرح لهم للحج وطلبت مني رخصة القيادة وكنت في حرج مع نفسي هل أكشف نفسي للدورية بأني في مهمة عمل صحافية أم أدخل في نقاش وحوار مع الدورية قد لا تجدي معهم وأثناء ذلك اضطر زميلي المصور أن يتدخل بعد أن التقط عدة صور لما دار بيني وبين أفراد الدورية بعدها شرحنا الوضع وأبرزنا لهم البطاقات الصحافية حتى تأكدوا أننا في مهمة عمل. أما عن طريق التهريب الذي يسلكه المهربون فقال الزميل الحدادي: أكد أحد المهربين عندما تحدثت معه بأنني أريد أن أهرب حجاجا لمكة في سيارتي الجمس ولكن لا أعرف الطريق الذي يبعدني عن مناطق التفتيش فشرح لي من أين أتجه، وقال: اذهب من طريق ينبع القديم واتجه حتى تجد برج الجوال في يسارك ومن ثم تجد طريقا صحراويا يمينا اسلك الطريق حتى تأتي بمحاذات الطريق السريع واستمر في طريقك وهناك تجد بعض مهربي الحجاج يسلكون الطريق اتبعهم حتى تصل لمكة. من جهته أكد العقيد يوسف الأحمدي مدير الدوريات الأمنية بمنطقة المدينةالمنورة حرص الدوريات على منع الحجاج المخالفين ممن لا يحملون تصاريح الحج وقال: “الدوريات متمركزة على جميع منافذ المدينة المؤدية لمكةالمكرمة، ومن يتم القبض عليه من أصحاب السيارات التي تنقل الحجاج غير النظاميين يسجل له محضر ويسلم هو وسيارته لجهة الاختصاص والحجاج ليس لنا عليهم أي ملاحظة غير إعادتهم للمدينة المنورة ويعاقب صاحب المركبة المخالف بدفع غرامة مالية من ألفين إلى عشرة آلاف ريال وتحجز السيارة وفي حال التكرار تصادر السيارة.