الأمة الإسلامية تعيش الآن في ضعف وذل وهوان ومع هذا آلاف الناس يدخلون في الإسلام كل يوم، وهذا مصداق لقول رب العالمين: (وَاللَهُ غَالِبٌ عَلَى أمره وَلَكِنَ أَكثَرَ النَاسِ لا يَعلَمُون) [يوسف:21] وقبل أحداث سبتمبر التي أحدثت هجمة منظمة علي كل ما يتعلق بالإسلام والمسلمين تحت ذريعة (الإرهاب)!! وبعدها زاد عدد من أسلموا من الغربيين وسواهم، ومنهم قساوسة وملحدين ومطربين ومسيحيين وعلماء متخصصين ومعلمات ونساء ورجال من مختلف الأعمار والجنسيات رجالًا ونساءً بعضهم طاعنين في العمر لكن الله سبحانه وتعالي أنقذهم، ومن يقلب صفحات ما ينشر عن هذه الإضاءات في حياة من أسلم سيجد أن الإنسان المؤمن هو القادر علي أن ينقذ نفسه من ضلال الدنيا وهو من اختاره الله ليكون من زمرة المسلمين الداخلين الجنة إن شاء الله. من أشهر النماذج التي أشهرت إسلامها في مشيخة الأزهر إحدى حفيدات هولاكو، القائد المغولي الذي غزا بلاد الإسلام، قبل قرون، فقد جاءت إلى مصر بصحبة زوجها قادمة من منغوليا لتشهر إسلامها، وتطلق على نفسها اسم (خديجة)، تيمنًا باسم زوجة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، بعد أن كان اسمها (شاور). وعن قصة اعتناقها الإسلام تقول: إنها قرأت كثيرًا عن الحضارة الإسلامية، خاصة بعدما أرادت أن تسجل تاريخ الحملات التتارية في كتاب أطلقت عليه اسم “لماذا لم يحكم التتار العالم؟”.وفي دراستها توقفت عند الحروب الإسلامية، ودرست كثيرًا عن القادة المسلمين، وفتنت بشخصية الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهو ما غير وجهة نظرها، أثناء القراءة، فوجدت نفسها تقرأ عن الإسلام كالظامئ، الذي يريد أن ينهل من هذا الدين الجديد، وأخيرًا وجدت نفسها تنطق الشهادتين وتعتنق الإسلام، وهي الآن تقود حملة للتعريف بالإسلام. هذه المرأة لو قارناها ببعض المحسوبين علي الإسلام وكيف اتهموا الإسلام والغزوات بما يشيب له ألراس وما وجدته هذه المرأة التي كانت أكثر موضوعية من الهادمين للدين من الداخل!! وهناك حالة سيلفانا، وهي سيدة أمريكية تعمل مدرسة للكيمياء في مدرسة ثانوية في ولاية فرجينيا، شاهدت ذات يوم بعينيها الشرطة الأمريكية وهي تعتقل مواطنًا مسلمًا، يقيم في البناية التي تسكن فيها، بتهمة تتعلق بالإرهاب، وقد كانت تعرف هذا الشاب عن قرب، ولم تشك منه يومًا، إذ كان حسن السلوك يؤذن للصلاة في الحي، الذي يسكن فيه، فيتجمع المسلمون ليصلوا كل الفروض في وقتها، وتعاطفت كثيرًا مع هذا الشاب، نظرًا لسوء المعاملة التي كان يلقاها من الشرطة، وأصيبت بحالة نفسية غريبة، إذ صارت تشاهد في أحلامها هذا الشاب وهو يؤذن للصلاة، وترى نفسها تلبي النداء، وهي ترتدي الحجاب الإسلامي، وبعد فترة بدأت تقرأ كتبًا إسلامية، وجذبها كتاب عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وهو تخصصها في الجامعة نفسه، وأدهشها ما أتى به القرآن من معجزات، خاصة فيما يتعلق بالكون وما يتصل به من ظواهر، ووجدت نفسها ذات يوم تذهب إلى المركز الإسلامي بولاية فرجينيا لتسأل عن إجراءات اعتناقها للإسلام، فنصحها البعض بزيارة مصر، وتمت دعوتها للزيارة، وجاءت إلى الأزهر، وأشهرت إسلامها، وتزوجت من محامٍ مسلم، وأطلقت على نفسها اسم زينب، ولاتزال تقيم في مصر إلى الآن. وهناك قصص ومواقف متعددة عن كيف أسلم هؤلاء في كل منها عبرة وعظة، توضح كم أهمل بعض المسلمين الذين ولدوا مسلمين. في حق رفعة هذا الدين والدفاع عنه بحسن سلوكهم وتطبيقهم لتعاليمه. فالقس البريطاني الأسبق الجنسية الذي أسمى نفسه إدريس توفيق دفعه للإسلام طفل مصري ماسح أحذية كان يبادره بالسلام والابتسامة كما قال،ثم بدأت رحلته لمعرفة الإسلام بعد ذلك من خلال تدريسه للأطفال المسلمين في أحد المدارس البريطانية للأديان وشاهدهم كيف يصلون. هذا القس له آراء عديدة منها رأيه في التشدد الديني، قال إدريس: “هناك مقولة بالانجليزية خاصة بالإعلام تقول: لو كان هناك دم فإنه سيظهر على شاشات التلفاز بمعنى لو وجدت 100 سيارة وواحدة قامت بحادث فهي الوحيدة التي ستظهر على الشاشة لكن ال99 الباقيين الذين لم تحدث معهم مشكلات لن يظهروا لذا عندما أسافر إلى أمريكا ويقولون لي: هل أنت إرهابي.؟ أقول لهم: تعالوا معي لمكان إقامتي وسأعرفك على شريف في الدور الأرضي وأحمد وزوجته وأولاده في الطابق الثالث”. وأضاف: “أنا أقول لهم: إن هؤلاء الناس عاديين لأنهم يذهبون للعمل لتوفير الغذاء لأسرهم ويصلون خمس مرات وليسوا متشددين لذا لم يظهروا في التلفاز.. صانعوا المشاكل في الغرب يريدونا أن نمشي على منهاج معين أو نتحدث عن الانفجارات الإرهابية أو الحرب.. لذا أقول لهم: إنى لن أنساق وراءكم ولن أتحدث بفكركم”. ومعظمنا تابع ما قالته القسيسة الأمريكية ديبورا ليندسي في كنيسة "فيرست كميونيتي"، لتوضيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام، والتي تسببت بما سمّته "موجة خوف من الإسلام"، عمت الولاياتالمتحدة منذ أحداث سبتمبر وخصوصًا عندما دعا القس الأمريكي تيري جونز منذ شهر لحرق نسخ من القرآن الكريم في محاولة لجعل ذكرى سبتمبر "يومًا عالميًا لحرق القرآن". وقد سبق له نشر مقال بعنوان (الإسلام من الشيطان). ويقول الكاتب البريطاني توم منديلسن في تقريره معلقًا على هذه الخطوة: "إنه خبر غير سار، وسيساهم في علو ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في الولاياتالمتحدة والغرب”. تابع • أكاديمية وكاتبة [email protected]