ناقش د. جاسم بن محمد المطوع "رئيس قناة اقرأ الفضائية " موضوع الأسرة في عام 2020 م كاستشراف لما ستؤول إليه الأسرة بعد عشر سنوات من الآن وذلك في أحدية د. عبدالله نصيف وقد بيّن المطوع أن هناك ثلاثة أضلاع أساسية في عملية تغيير العالم وهي الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي وحينما تلتقي الأضلاع الثلاثة تتميّز الأمة وتتقدم كما بيّن أن أي حضارة بدون الثلاثة الأضلاع مكتملة قد تتميّز لكن هذا التميّز لا يطول وهناك علامات لهذا العصر المتسارع وملامح للعشر سنوات المقبلة أولها التطور التكنولوجي فالاختراعات التكنولوجية متسارعة ولا يكاد يستوعبها الإنسان الآن ففي شركة سوني ألف وأربعمائة منتج لم تطرح في الأسواق والشركة عمدت إلى أن تطرح كل ثلاثة أسابيع منتجا ليستوعبه الناس،وأضاف المطوع بأن سرعة الاتصال والتواصل يدل على أن علامات هذا العصر هو الايقاع السريع، وهذه المؤثرات تؤثر على الأسرة وعلى المجتمع، فهناك ضخ معلوماتي كبير وقوي وسريع نشهده اليوم وهذا الضخ أوجد عندنا مشاكل اجتماعية وأسرية، وخاصة أن الأبناء اليوم بات عندهم معلومات أكثر من الآباء وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ في حين أن هذا الأمر لم يكن موجودا سابقا نظرا لسلطة الأب لكن الآن البساط انسحب من سلطة الوالدين وتحولت العلاقة بين الأبناء والوالدين ليس علاقة أب وأم كما أن من ملامح العشر سنوات المقبلة أننا نشهد في الجيل الواحد أجيالا فقد كان في السابق جيل الشباب والكبار والصغار لكن اليوم اختلف الوضع فالطفل صاحب خمس سنوات أفكاره لا تتماشى مع طفل عمره تسع سنوات فلكل جيل افكاره ومعلوماته وأموره المختلفة عن الآخر، كما شدد المطوع أنه في العشر سنوات المقبلة لن يكون للوالدين دور في فلسفة الأموال لأنها لن تكون ورقية كما الان كما أن التطور الاعلامي والاجتماعي يؤثر على البنية الاجتماعية فالان الكثير منا لا يعرف أين ستتجه السفينة بعكس الغرب فليس لديه مشكلة وقد بنى فلسفته على الانفصال لكن نحن لدينا مبادئ دينية أضف أن التكوين الاجتماعي لدينا مختلف لكن هذه مشكلة كبيرة فنحن نعيش احتلالا تكنولوجيا ولابد لأجل أن نواجه هذا الاحتلال من جهاد تكنولوجي لأجل التحرر من الاحتلال وكذلك نحتاج إلى عمل وتخطيط، ومن مؤشرات العشر سنوات المقبلة أن العلاقة بين الجنسين أصبحت طبيعية جدا في عالم الأنترنت وهو مجتمع افتراضي وخاصة في المواقع الاجتماعية الفيس بوك وتويتر لكن لماذا لا يفتح الآباء والأمهات صفحات في المواقع الاجتماعية ويُضيفوا أبناءهم فيكونون قريبين منهم، فلابد لنا أن ندرس الماضي ونُحلل الحاضر لنخطط للمستقبل لكن نحن تربينا على أن يعيش الإنسان يومه وهذه الثقافة أشغلتنا عن التفكير بالمستقبل واستشرافه " وأكد المطوع أن الحلول تكمن في عدة أمور .. لابد من إيجاد مراكز للدراسات والخطط الدفاعية، كما أنه اقترح أن توجد جهات تتواصل مع الأسرة بكل جديد، وشدد على الاهتمام بالتثقيف الديني والشرعي إنما بطريقة تتناسب مع العصر، وأثنى على الحوار الدائم مع الأسرة كما تمنّى المطوع إيجاد مركز يُعدّ قدوات، خاصة أن القدوة المميزة تختصر الكثير من المسافات، كما أنتقد التفكير المثالي للحلول الاجتماعية وبيّن أنه على المجتمع أن يقبل بأنصاف الحلول أو ربعها فمثلا لا يمكن أن تمنع بنتك أو ابنك من التقنية حتى لو منعته من دخول النت لأن العالم التكنولوجي طوّر أجهزة وستنزل قريبا تمكن أي شخص أن يعمل شاشة في الهواء بمجرد رفع سبابته ومن ثمّ يتصفح النت بتقنية مدروسة فلا يمكن أن نعالج بعض المشاكل بالمنع بل لابد من التقبّل ببعض الحلول وأن يعيش الإنسان مع واقعه ومجتمعه ".