هذه هي الحلقة الثانية التي أتحدث فيها عن أهمية تعليم الحجاج وربطهم بفضائل مكةالمكرمة.. وتعليمهم ان من المنافع التي من الممكن الاستفادة منها هي معرفة هذه الفضائل.. ومن هذا المنطلق فإن من واجبنا أن نعلم الحجاج فضائل مكة.. وفي هذه الحلقة أواصل ذكر جوانب أخرى من تلك الفضائل فأقول: علموهم أهمية الأدب في مكة. واهمية احترام الحجاج بعضهم بعضا، وأن يتعاونوا على البر والتقوى.. وأنهم عباد الله إخوانا لا فرق بين عربي ولا أعجمي الا بالتقوى. علموهم ما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأدب في هذه البلدة وعلم الأمة من انه: «لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها»، وهي حرمة حرمها الله تعالى يوم خلق السموات والأرض ولم يحرمها الناس. علموهم أن الروايات قد جاءت بأن الأنبياء كانوا إذا هلكت أممهم التحقوا بمكة وظلوا فيها حتى يموتوا فمات فيها نوح وهود وصالح وشعيب عليهم السلام وقبورهم كما ذُكر بين زمزم والحجر.. وقيل في مسجد «الخيف» سبعون نبيا. علموهم ما جاء في تاريخ مكة من ان جميع الأنبياء قد حجوا الى البيت الحرام.. وطافوا بالبيت العتيق.. ووقفوا على المشاعر. علموهم أن لأهل مكة حقوقا وحذروهم من عقوبة من أراد بأهلها سوءًا أو شرًا أو من أخافهم أو ظلمهم أو اعتدى عليهم.. لأن الله أمنَّهم وحذر كل من يريد بهم سوءا بعذاب أليم.. فجاءت الآية واضحة جلية بأن من يرد فيه مجرد إرادة ناهيك عن الفعل فان له عذابًا اليمًا: {ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب اليم} علموهم أن الأعمال الصالحة تتضاعف هنا.. وأن اهل مكة هم جيران الله.. وهذا شرف عظيم. علموهم ان من مات فيها بعث مع الآمنين.. وان اهل مكة والمدينة المنورة اول من يحشر مع النبي صلى الله عليه وسلم. علموهم فضل الطواف بالبيت العتيق فعن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من طاف بالبيت سبعا يحصيه كتبت له بكل خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وكان له عدل رقبة». وفي رواية: «من طاف بالبيت لم يرفع قدما ولم يقع له الأخرى الا كتبت له حسنة وحطت عنه بها خطيئة ورفعت له بها درجة». وفي رواية عن عبدالله بن عمر رضى الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طاف بهذا البيت اسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة». علموهم عظيم شأن الركنين الحجر الأسود واليماني وأن مسح الركنين يحط الخطايا ويكفر الذنوب.. وكان بعض الصحابة يزاحم عليهما. علموهم فضل زمزم هذا الماء الذي تفجر بأمر الله..وروى امنا هاجر وابنها اسماعيل عليه السلام الطفل الرضىع رحمة بهما وإكراما لهما. علموهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد شرب من زمزم ومج فيها أي أعاد الماء في زمزم ليتبارك ذلك البئر وماؤه بريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكي لا يشح ولا يجف أبدا. علموهم ان الله سبحانه وتعالى قد أقسم بهذه البلدة ورفع شأنها فقال: {لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد}. علموهم ان النبي صلى الله عليه وسلم كان في مكة عندما اقسم الله بها {لا اقسم بهذا البلد. وأنت حل بهذا البلد} وسماه البلد الأمين: {والتين والزيتون وطور سينين. وهذا البلد الأمين}..علموهم انها ام القرى.. جميع القرى.. وكانت الصديقة ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها تقول: «ما استقر قلبي في مكان كما كان يستقر في مكة وما رأيت القمر في مكان اضوأ منه في مكة». علموهم ان الله سبحانه وتعالى جعل مناسك الحج في جنبات مكةالمكرمة في عرفات وفي منى.. وفي المشعر الحرام. (للحديث بقية).