الذكرى ال 80 لتوحيد المملكة، واليوم الوطني الذي احتفلنا به والذي وحد فيه الملك المؤسس هذا البلد من شرقه إلى غربه ومن جنوبه إلى شماله وذلك تحت راية واحدة بغض النظر عن انتماءاتهم القبلية أو المناطقية فالكل في نهاية الأمر شعب واحد وجغرافيا واحدة ولهم مشكلات وتطلعات واحدة، فالملك عبدالعزيز يرحمه الله كان مخلصاً لهذا الوطن وعمل على توحيده بتكاتف أبناء الوطن وخاصة أجدادنا وآباءنا المخلصين الذين جاهدوا معه وعملوا على توحيد هذا الصرح الشامخ المملكة العربية السعودية. لكن ومع الأسف فإن احتفالات اليوم الوطني لم تكتمل فرحتها وذلك لما حدث في كثير من مدننا ومحافظاتنا وقرانا من بعض المحتفلين ومعظمهم من الشباب الذين عكروا صفو هذه الاحتفالات وأساءوا إلى كثير من العوائل وكسروا السيارات واعتدوا على رجال الهيئة ورجال الأمن في بعض المحافظات. ولعلي أبدي بعض الملاحظات على ما حدث حيث إن فرحة اليوم الوطني لبعض المحتفلين امتزجت باستخفاف وهمجية وقلة توعية حيث ظهر ذلك من خلال إغلاق الطرق الرئيسة والرقص ومضايقات العوائل في الشوارع والأسواق وحدثت مشاجرات وصراخ وعويل من مجموعات غريبة وعجيبة، إنها تصرفات مخجلة ولا تجعلنا نفخر بها أمام العالم بل بالعكس تنقص من قيمتنا لأن العالم حينما يرى مثل هذه التصرفات يعتقد أن الشعب السعودي كله يتصف ويتصرف بهذه التصرفات. إن حب الوطن لا يكون في امتهان شعاره الذي يحمل أعظم كلمة في الوجود (وهي لا إله إلا الله) حيث إن بعضها توجد في الشوارع وتوطأ به الأقدام وكفرات السيارات. لقد سمعنا من القصص في اليوم العزيز علينا جميعاً ما يندى له جبين العقلاء من بعض السفهاء حيث تم الاعتداء على مواطنين وممتلكاتهم وعوائلهم. كثيرون هم من يعتقد أن سبب ما حدث هو أن هناك فئة ناقمة على الوطن والمواطن وتريد أن تعكر صفو هذا اليوم ومنهم العاطلون عن العمل والفقراء والمهمشون من المواطنين الذين لا يعطون حقوقهم كاملة. ولكنني أقول إن هذا الوطن هو وطننا، وعزه وتقدمه يسعدنا، والمحافظة على سمعته بين الدول واجب علينا، ويجب أن نعمل وأن نحافظ عليه، ويجب أن يعلم أن من أساء إلى العوائل في هذا اليوم سوف يحاسبه الله.. ويتذكر كل فرد منا أن عنده أختا أو أما أو قريبة وأنه لا يرضى لأي شخص بأن يعتدي عليهن.. فكيف رضي لنفسه بأن يتصرف بتلك التصرفات المشينة والمخجلة، والمطلوب من الدولة - حفظها الله - الضرب بيد من حديد على كل شخص يتصرف بتلك التصرفات. حفظ الله لنا أمننا وأماننا وحفظ لنا ديننا.. د. عبدالعزيز بن ذياب الغامدي - جدة [email protected]