نظم نادي المدينةالمنورة الأدبي يوم الثلاثاء الماضي أمسية شعرية للشاعر العراقي عدنان الصايغ حضرها عشاق الشعر من الشعراء والمثقفين والأدباء من عدد من مناطق المملكة. قدم الأمسية عيد الحجيلي مبيّناً ما للشاعر الكبير من مكانة شعرية في الشعر الحديث، وسارداً تجربته الشعرية أثناء تنقله من مغترب إلى آخر وفق ما تبلورت رؤاه الثقافية وتكوّنت ملامحه الفنية. الشاعر الصايغ بدأ الأمسية من نافذة الشعر بلغة جارحة، وكانت مقاطعه وصوره الشعرية ولقصائده النثرية والتفعيلة والعمودي محل إعجاب الحضور. وحرص الصائغ على تقديم نصوص قصيرة مختزلة بطريقة فنية ذات إيقاع لغوي بسيط وفلسفة شعرية محببة لفّتها السخرية المؤلمة والغامضة أحيانا.. بدأها بقصيدة “العراق”، وجاء في مطلعها: العراقُ الذي يبتعدْ كلما اتسعتْ في المنافي خطاهْ العراقُ الذي يتئدْ كلما انفتحتْ نصفُ نافذةٍ قلتُ: آهْ والعراقُ الذي يرتعدْ كلما مرَّ ظلٌ تخيلتُ فوّهةً تترصدني أو متاهْ وكان من ضمن النصوص التي قدمها ما اسماها الشاعر ب “تكوينات”، نصوص: “غربة، وكاس، ودبابيس، وامرأة المطر، وبحر ورسام”، وغيرها من النصوص الساحرة التي تفاجأ بإبداعها وروعتها الحاضرون والحاضرات حتى أن بعضهم قال ليت الشاعر ما سكت حتى الصباح. ومن تكوينات الشاعر: “أبواب” أطرقُ باباً أفتحهُ لا أبصر إلاّ نفسي باباً أفتحهُ أدخلُ لا شيء سوى بابٍ آخر يا ربي كمْ باباً يفصلني عني! “امرأة” من كثرة اختلاف مواعيدك معي اضطر دائما أن اضبط ساعتي على عقارب أعذارك! “متدلي” كرشه المتدلي عربة يدفعها أمامه مثقلة بأطعمة الآخرين! “بحر” أكلُّ هذه الثورات التي قام بها البحرُ ولم يعتقله أحد! “حياة” أعرف الحياةَ من قفاها لكثرة ما أدارت لي وجهها!. وشهدت نهاية الأمسية العديد من المداخلات، والبداية من خالد النعمان والكاتب خالد قمّاش ورئيسة اللجنة النسائية بالنادي أمل زاهد التي قالت إن قصائد الشاعر تقطر ألما وغربة ووجهت سؤالا للشاعر عن مستقبل الشعر في ظل طغيان الفنون السردية كالرواية والقصة؟ والإعلامية ابتسام المبارك التي تحدثت في تعليقها عن خفوت صوت المثقف العربي أمام ضجيج المدافع وأصوات القذائف وسألت الشاعر عن إمكانية عودة العراق كدولة رائدة ثقافية إلى منظومة اتحاد الكتّاب العرب والشاعر طلال الطويرقي واختتم المداخلات الشاعر محمد الجلواح عضو نادي الأحساء الأدبي قائلا: في هذا المساء تعانقت نخيل العراق ونخيل المدينة واسمحوا لي أن أضم نخيل الأحساء ليكتمل عقد الجمال. بعد ذلك أسهب الشاعر الصايغ في إجابته على المداخلين والمداخلات بشفافية صادقة وصريحة موضحاً الكثير عن رحيله وغربته في منفاه وكيف كان للحرب ودوي القذائف ثمناً دفعه من حريته.