يبدو أن مسلسل الانسحابات والاستغناء السنوي للمسلسل السوري “باب الحارة” لا زال مستمراً، سواء كان ظاهراً أو في الخفاء. فبعد نجاح الجزء الأول من المسلسل عام 2006، بدأت الاختلافات منذ بدية تصوير الجزء الثاني، بانسحاب وإبعاد العديد من الشخصيات القوية والمؤثرة على المسلسل، والذي من خلاله أفقدته الكثير من البريق، ومن انسحبوا أو تم استبعادهم من المسلسل في أجزائه المختلفة، الممثلين بسام كوسا الذي لعب دور “الإدعشري” في الجزء الأول، والممثل المخضرم عبدالرحمن آل رشي الذي لعب دور “زعيم الحارة” في أكثر من جزء، وكذلك الممثل المخضرم رفيق السبيعي الذي لعب دور “العقيد” في المسلسل، والممثل عباس النوري الذي أحبّه المشاهدون في شخصية “أبو عصام”، والممثل سامر المصري الذي أبدع في شخصية “العقيد أبو شهاب” وطار صيته في أرجاء الوطن العربي بطريقة لم يشهدها هو من قبل، والممثلة ليلى سمور التي لعبت دور “فوزية” زوجة “أبو بدر” والتي تم الاستغناء عنها وتكليف مهمة “فوزية” للممثلة شكران مرتجى، وكذلك الممثل نزار أبو حجر الذي عرفه الكبار والأطفال بدور “أبو غالب” الذي يدور في الحارة بائعاً (البليلة) للأطفال، وأيضاً الفنان الكوميدي حسام تحسين بيك الذي لعب دور “الحارس” في أكثر من جزء ونال استحسان المتابعين، والممثلة الشابة تاج حيدر التي لعبت دور “جميلة” ابنة أبو عصام وغيرهم. وليس آخرهم خبر انسحاب الممثل مصطفى الخاني “النمس” من المسلسل، هو والممثلة صباح الجزائري التي لعبت دور “سعاد” زوجة “أبو عصام”، وعلى إثر إنسحابهما (الخاني والجزائري) من الجزء الخامس، نفى المخرج مؤمن الملا انسحاب الخاني من المسلسل مؤكداً انهما أصدقاء وأن ما حصل كان مجرد نقاش عادي يجري في أي موقع تصوير وفي أعمال عديدة أخرى مؤكداً أن ما حصل كان أمرا طبيعيا وانتهى بوقته. وقال الملا: “مصطفى الخاني سيكون بطل الجزء الخامس من العمل كما كان بطل الجزء الرابع وهو فنان يحترم دوره وعمله”. وشدّّد المخرج مؤمن الملا على أنه يحترم مواعيد الفنانين ويحترم قيمة الوقت، لافتاً إلى أن بعض المشاكل الفنية والتنظيمية قد تؤدي إلى حدوث خلل في تنسيق أوقات الممثلين في بعض الأوقات، معتبراً أن ذلك أمر طبيعي ولا يمكن أن يقود إلى خلاف أو حدوث ردّات فعل بين المخرج والممثلين. من جانبه أعلن المشرف بسام الملا وجود شخصيتي “النمس” الذي يؤديه الفنان مصطفى الخاني و”سعاد” التي تؤديها الفنانة صباح الجزائري في أدوار أساسية في الجزء الخامس من مسلسل “باب الحارة”، نافياً ما تم تداوله مؤخرا في عدد من المواقع الإلكترونية من انسحابهما من العمل. وقال الملا في بيان صادر منه: “نحن مستمرون في تصوير الجزء الخامس من العمل بصحبة شيقي مؤمن ولم ينسحب أي نجم من نجوم العمل كما أشيع”. ولفت الملا إلى أن هناك اختلافا في وجهات النظر حصلت بين مصطفى الخاني وأخي مؤمن انتهت في وقتها، موضحاً أن هناك من أستثمر هذا الموقف وضّخمه رغم أن الموقف لم يثر أي تبعات أوردات فعل بين الطرفين. وأشار المخرج بسام الملا إلى أنه تم تصوير حوال 75 % من العمل، وأن مؤمن يواصل إخراج ما تبقى من العمل في القرية الشامية في غوطة دمشق، وأن التصوير يسير بسلاسة ولا يوجد ما يعكر صفو فريق العمل. وأكد أن الفنان مصطفى الخاني كان نجم الجزء الرابع من العمل بامتياز وقدم أداء لافتاً وسيكون نجم الجزء الخامس من العمل، مشيداً بإمكانات الخاني وواصفاً إياه بالفنان الذي يمتلك موهبة عالية ويتميز باحترامه وتقديره لأي عمل يشارك فيه وللكادر الفني العامل معه، وكذلك شدّد على أن النجمة صباح الجزائري قد أنهت تصوير مشاهدها في العمل وإنها لم تنسحب وأن كل من يروّج هذا الكلام هدفهم الإساءة للعمل ولنجاحه وخصوصاً أن الجزائري نجمة لها قيمتها الفنية الكبيرة وهي فنانة مهمة ولها دورها الأساسي في العمل وهي نجمة أكبر من أن يتم استبعادها من أي عمل لأن وجودها يعطي قيمة فنية كبيرة لأي عمل تشارك فيه. ويرى بعض المتابعين أنه من شأن انسحاب الخاني -إن صح ذلك- أن يؤثر على جماهيرية المسلسل، وإن لم يصح ذلك، فإنه سيكون دعاية مجانية للعمل لا تضر بكل الأحوال!. الجدير بالذكر أن تصوير الجزء الخامس من مسلسل “باب الحارة” بدأ من شهر مارس الماضي مع المخرج مؤمن الملا شقيق المخرج بسام الملا (مخرج الأجزاء الأربعة السابقة) والذي تنازل لأخيه ومساعده عن إخراج العمل، على أن يتابع هو الإشراف العام على المسلسل، وهو من تأليف الكاتب كمال مرة. وقد بات مؤكداً أن الجزء الخامس من المسلسل سيكون الأخير ضمن هذه السلسة الدراميّة التي استمرت على مدى السنوات الأربع الأخيرة، فأضحت أشبه بتقليد رمضاني درامي محققة جماهيريّة غير مسبوقة في العالم العربي، وتفتح الحارة أبوابها في الجزء الخامس على عددٍ من الإحتمالات.. فما بين إختفاء “أبو شهاب” وإحتمال عودته، واستشهاد “أبو عصام” من دون رؤية جثّته! وموت “أم جوزيف” وما تناوله البعض عن احتمال رجوعها إلى العمل، يصبح الجزء الخامس بمثابة اللغز المحيّر سواءً لناحية ظهور الشخصيات في الخطّ الدرامي، أو لناحية تفاعل الأحداث والحبكة. غير أن المخرج بسام الملاّ يرى أن الجزء الخامس والأخير من العمل يأتي ليستكمل مسيرة الأجزاء الأربعة ويحافظ على منظومة القيم والأخلاق التي تضمنها. وويقل الملا: نهاية الجزء الخامس من مسلسل باب الحارة هي بحدّ ذاتها مفاجأة كبرى لن يتوقعها المشاهد. وحول حقيقة ظهور شخصيات جديدة وعودة بعض الشخصيات القديمة إلى الجزء الخامس قال الملا: هناك شخصيات ستلعب أدوراً رئيسيةً تسهم في تغيير مسار الأحداث جذرياً، فالنجم قصي خولي موجود في “باب الحارة 5” ويلعب دوراً رئيسياً ومركّباً، وأما عودة أبو شهاب وأم جوزيف فهي إحدى المفاجآت! وأضاف الملا: والمفاجأة الأبرز ستكون موجودةً في شارة البدء حيث سيحمل “باب الحارة 5” توقيع “الأخوين ملاّ” تحت خانة “المخرج” في خطوة هي الأولى من نوعها في الدراما العربية. ويعكس مسلسل “باب الحارة” واقع المدينة الاجتماعي والاقتصادي خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي، وتحديداً بين عامي 1930 1932، مع الإشارة إلى الواقع السياسي في فترة الاحتلال الفرنسي، وجسّدها الجزء الرابع الذي عُرض في رمضان الماضي عبر إسقاطات على الواقع السياسي في فلسطين، وتحديداً الحصار المفروض على غزة. ويرى العديد من النقاد أن المسلسل في جزئه الرابع فقد بريقه، وخفّت جماهيريته وشعبيته، وأن واحداً من الأسباب الأساسية لذلك هو الانسحاب أو الاستغناء عن العديد من الممثلين البارزين في المسلسل والذين تركوا بصماتهم عليه وأسهموا في مرحلة من مراحله في جعله واحداً من المسلسلات الأكثر جماهيرية على طول الوطن العربي. ولذلك ربما جاء القرار بأن يكون الجزء الخامس من المسلسل هو الجزء الأخير.