وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بإنجاز تطورات شاملة وتوسعات ضخمة في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، لتمكينه من تحقيق رسالته بتقديم خدمات طبية متخصصة على أفضل المستويات العالمية وأعلاها، كما وجّه خادم الحرمين بتوفير كل المتطلبات المالية والأراضي اللازمة لهذه التطورات الشاملة، والتي بلغت حوالى 1250 مليون ريال، وقطعة ارض ضخمة يبلغ ثمنها حوالى 240 مليون ريال. وبناء على هذه التوجيهات الكريمة، بدأت الإدارة العليا لمستشفى الملك فيصل التخصصي، في إحداث نقلة ضخمة في كل الجوانب الفنية والإدارية في تخصصي جدة، تتضمن – كما جاء في بيان أصدرته إدارة المستشفى – إعادة تشكيل قطاعاته الطبية والفنية والتقنية المختلفة، بحيث يتم استيعاب الزيادة المطردة والكبيرة المتوقعة في عدد الحالات الطبية المستعصية، ومن هذا المنطلق فقد تقرر قصر القبول بالمستشفى على الحالات المرضية التخصصية، والتي لا يتوفر علاجها في المستشفيات الحكومية الأخرى، مثل أمراض السرطان والدم – زراعات النخاع والكلى والرئة – جراحات القلب والأوعية الدموية – جراحات المخ والأعصاب، وذلك عن طريق قسم التنسيق الطبي وأهلية العلاج بالمستشفى. * * * لقد تضمن بيان المستشفى اعتذارا لعدم قبول المرضى والمراجعين، الذين لا تتوفر فيهم الشروط الموضحة عاليه، واقتصار القبول والعلاج على التخصصات النادرة والحالات المستعصية منها، ومن الحق أن نقول إن تحوّل المستشفى التخصصي الى مستشفى عام، يعالج كافة الأمراض وعموم المرضى المراجعين، قد صرف المستشفى أو حدّ من قدرته ، على تحقيق الهدف الأساسي من إنشائه، وهو التفرغ لعلاج الحالات المرضية المتخصصة، التي لا يتوفر علاجها لدى المستشفيات الحكومية، كما صرف عن ذلك الهدف الهام معظم إمكانياته، حتى أن كثيرا من حالات السرطان وجراحات القلب، وزراعة النخاع والكلى والرئة، لايجد أصحابها أسرّة متوفرة لامتلاء المستشفى من أصحاب الأمراض العادية. لكن من الضروري القول بأن بيان المستشفى لم يوضح بالتفصيل الكافي، كيفية مراجعة المواطن العادي لعياداته التخصصية، وآليات قبول هذا النوع من المرضى لدى المستشفى خاصة المواطنين العاديين، وقد فهمت من خلال الاستفسار أن جزء كبيرا من القبول سيتم بصفة رئيسية، من خلال إحالات المستشفيات الحكومية خارج مدينة جدة، أو من خلال تقرير طبي عن الحالة يقدم للهيئة الطبية المتخصصة، في مديريات الشؤون الصحية في منطقة مكةالمكرمة، وتوافق على تحويله للمستشفى التخصصي للعلاج إذا دعت الحاجة لذلك. * * * إن عودة المستشفى التخصصي للأهداف النبيلة التي أسس من أجلها، وهي توفير أعلى مستويات العلاج للحالات الخطيرة، كأمراض الدم وزراعة الأعضاء والسرطان، أمر ضروري وإجراء واجب، لكن من الضروري تسهيل إجراءات قبول أصحاب الحالات المستعصية وتبسيط إجراءاتها، خاصة للمواطنين العاديين، وكلي ثقة أن إدارة المستشفى ستصنع ذلك، إن لم تكن قد رتبت الأمور لكل ذلك، بحيث يبقى الإعلان عن تفاصيلها، وإحاطة الجمهور الكريم بآلياتها خاصة في الصحف.